ماهية الثقافة الجماهيرية:
المبحث الأول: مفهومها:
وتشير إلى نطاق واسع من الثقافات الشعبية وتشمل الترفيهات العروض الموسيقية.
وقد عرفها عبد الرحمان عزي: على أنها هي تلك المحتويات التي تبثها وسائل الإعلام والاتصال الجماهيرية في المجتمع التقني الواسع ويشترط في وجودها المجتمع الجماهيري.(1)
- ويمكن حصر مجموعة التعاريف التي أعطيت للثقافة الجماهيرية:
يرى البعض أنها كل التعبيرات والمواد الثقافية التي تنشرها وسائل الاتصال الجماهيرية، ويرى آخرون أن الثقافة الجماهيرية تقوم في البداية على تطوير وسائلها الخاصة وعلى رأسها الراديو والسينما.
وعامة يشير الاستخدام الشائع لاصطلاح الثقافة الجماهيرية إلى السلع المصنعة من السوق الجماهيرية التي تقدم صور منطقية والتي يستجيب لها الجمهور على عكس الثقافة العليا التي تقدم مضمون تراعي فيه التقاليد الجمالية كما تعتبر الثقافة الجماهيرية هابطة، كما أن مستواها أدنى من مستوى الثقافة العليا ولهذا كانت محور أفكار الدراسة النقدية.
المبحث الثاني: أسباب ظهورها.
إن التغيير الذي صاحب ظهور الثورة الصناعية وظهور التكنولوجيا وتوسع الأنشطة الإجمالية داخل المجتمع زاد من وقت الفراغ الاجتماعي وهذا ما ولد حاجة الناس المتزايدة للمعلومات والثقافة والترفيه ظهور وسائل اتصال جماهيرية وكان سببا لظهور مشكلة إعلامية جديدة عرفت في القرن 20 بظاهرة الثقافة الجماهيرية أي المضمون الثقافي الهابط والذي نشرته وسائل الإعلام في النصف الثاني من القرن 19 وبداية القرن 20، كما لعبت الطباعة دورًا في تطور المجتمع الجماهيري وسميت بإمكانية التوزيع والنشر إلى أعداد هائلة من الأفراد، كما حطمت الديمقراطية السياسية التعلم الشعبي واحتكار الطبقة العليا في القديم للثقافة وبدأ دور الجماهير يظهر إلى الوجود والحياة كما وجدت المشروعات التجارية سوق مربحة لإشباع الطلبات الثقافية للجماهير وسمح التطور إمكانية إنتاج السلع من المطبوعات بمكيات ضخمة وبأبعاد منخفضة لإشباع حاجيات الطبقات الجديدة.
المبحث الثالث: أنواعها وخصائصه.
أ- انواعه: هناك ثلاثة أنواع من الثقافات:
1) الثقافة العليا أو الراقية: وتشير إلى العمل الدؤوب الذي تقدمه الموهبة العظيمة والعبقرية إذ يحاول نشر أقصى درجات الفن الذي صنعته الهوة الثقافية وهي ثقافة النخبة والموهبة الخلاقة وأصول النقد والفكر والأدب والفنون ونمتا بمراعاتها للتقاليد الجمالية.
2) الثقافة الجماهيرية: وتشير إلى السلع الثقافية المنتجة فقط من أجل السوق الجماهيري وهي سلع متماثلة متشابهة تميل إلى إرضاء أذواق الجمهور المتنوع وفقا هذه الثقافة تجذب وليست أصيلة تمامًا.
3) الثقافة الشعبية الفن الشعبي: وهو الموهبة الطبيعية للشخص العادي الذي ينتمي إلى الطبقة الشعبية الأغاني، والرقص الشعبي والرسوم البدائية وقد استمدت الثقافة الجماهيرية مضمونها من الثقافة الشعبية وكانت هي الأولى قبل انتشار وسائل الاتصال، وكانت تختلف عنها تمامًا. فالثقافة الشعبية حتى قيام الثورة الصناعية كانت موجهة للجماهير العادية كما أحدثت فنونهم الشعبية ثورة فصلتهم عن الثقافة الرفيعة وأما الثقافة الجماهيرية فكانت مفروضة من رجال الأعمال أو لوردات الثقافة الجماهيرية واستغلوها لإشباع حاجيات الجماهير الثقافية وتحقيق مكاسب تساعدهم على الاحتفاظ بنفوذهم الطبقي ولكن حطمت الثقافة الجماهيرية فيما بعد الجدار بين الثقافة العليا والثقافة الشعبية، حيث أدمجت قطاعات الشعب المختلفة وقدمت لهم كمًا يقول البعض ثقافة رفيعة هابطة وعليه فإن مادة الثقافة الجماهيرية استمدت مضمونها من نوعين هما: الفن الراقي والفن الشعبي.(1)
ب- خصائص الثقافة الجماهيرية: وتتميز أربع (4) خصائص منها:
1) النمطية والمعيارية: فكل أشكال الثقافة المتنوعة التي تبثها وتنشرها وسائل الإعلام من مسلسلات وأفلام ومسرحيات وموسيقى وأشرطة، فهي منتجة حسب شكل معين وحسب النمطية السائدة في المجتمع.(2)
مثال: فالتلفزيون ينتج منتوجات نمطية مثل الكراهية، الحب، الغيرة، الحقد...إلخ.
فالمسلسل الجزائري يحاول أن ينمط إنتاجه حسب النمطية السائدة لأن أذواق الناس قد ربيت على هذا النمط وهذا ضمانًا لنجاح المنتوج فالثقافة الجماهيرية تختص بالنمطية المعيارية إذ ما دام كل الناس متماثلين وأسلوب كمعيشتهم واحد استهلاكهم واحد لهذا نقدم لهم محتوى واحد كما يوجد المحتوى النمطي أيضا في المواد الخالية والدرامية والترفيهية.
2) ترسيخ قيم الامتثالية: تعمل على تثبيت الأنماط الاجتماعية والثقافية السائدة أي أنها كسرت الحواجز القديمة للطبقة والتقاليد والذوق وأذابت كل التمايزات الثقافية وهي تمزج كل شيء معًا لننتج ما يمكن تشميته بالثقافة المتجانسة والمتماثلة.
مثال: مشاهدة الجمهور لمحتوى نمطي أو اجتماعي أو ديني أو بوليسي أو تاريخ ...إلخ فإن تلك القيم التي تشاهدها تبقى راسخة في ذهنه وتبقى مثالا لا يحتذى به ويقلدها.
3) تنمية النزعة استهلاكية: وذلك بالاعتماد على الإشهار وتسويق البضاعة المادية وارتباطها بالترفية وملأ وقت الفراغ.
مثال: فالإعلان عن منتوج معين في وسائل الاتصال الجماهيري يجلب عدد كبير من المستهلكين أكثر من عرض المنتوج في السوق وكلما زاد الإعلان عن المنتوج تضاعف عدد المستهلكين وزاد اقتناؤهم لهم.
4) توليد المقولبات: والمقولبات تعني التصنيف الاجتماعي لجماعات أو أناس معينة أي تميل إلى تحديد الناس حيث هم متشابهين في أشياء معينة وهم شخصية متماثلة وذلك عن طريق الرموز.
مثال: فالجزائريين يصنفون من بين العرب وهذا يعني العرب=الجزائريين.
- الطبقات مختلفة في المجتمع فالعمال يصنفون من بين الطبقات الاجتماعية في المجتمع.
- أو من المهنة=طبيب أو مهندس أو إعلامي أو صحفي.
- جماعات منحرفة= يصنفون من بين المراهقين.
وبالتالي تختص وسائل الثقافة الجماهيرية بإعطاء التصنيفات لمختلف أفراد المجتمع.
إرسال تعليق