U3F1ZWV6ZTE2NDIxOTY5MTY3NjA3X0ZyZWUxMDM2MDM5ODE3MjU5MQ==

الإهدار البيئي المتعمد



إن ما تعرضت له البيئة ومازالت تتعرض له في كل مكان من أنحاء المعمورة الزرقاء من إهدار بيئي متعمد، يجعل من الواجب على كل صاحب ضمير حي من شعوب وحكومات العمل من أجل الحد من تفاقم الإهدار والتعدي ومحاولة إعادة الاعتبار في ذهنية الإنسان من أجل البيئة.
صحيح أنه من الضروري استخدام التقنيات الحديثة في شتى مجالات الحياة، لكن ينبغي العمل أيضا بضرورة التوسع في المسطحات الخضراء والغابات الشجرية ومتابعة رعايتها وإيقاف أي تدهور قد صيبها وردع كافة عمليات التعدي العشوائي على تلك المساحات، ولعل التوسع في إقامة المحميات الطبيعية له من الآثار الإيجابية على صحة الناس وبيئتهم وحماية محتوياتها على اختلافها. كما ينبغي دعوة كافة الجهات المعنية لدراسة إمكانية التخلص الأمثل للتراب الأسمنتي واستغلاله الاستغلال الأمثل في بعض الصناعات كمواد أولية كصناعة الخزف والسيراميك وغيرها من المواد وتوسيع الرقعة الزراعية في الغابات بتحسين نوعا لتربة الصحراوية بإضافة النواتج غير المستغلة للتربة. وكذلك الاهتمام بالإدارة العلمية السليمة والصحية للمخلفات وإعادة تدويرها منعاً لتفاقم المشكلة، كما ينبغي على الجهات المعنية بالجانب الاقتصادي تبني دراسة نتائج الأبحاث ذات العلاقة بالمجالات الصناعية وعمل دراسات جدوى اقتصادية لتحديد أولويات النتائج التي يمكن وضعها موضع التنفيذ بما لا يتعارض مع الموارد المالية والعائد الاقتصادي بما لا يتعارض مع التقييم المستمر للأثر البيئي لتلك المشروعات.
ولعل من أهم الدعائم التي ينبغي أن تكون موجودة من أجل إيصال رسالة البيئة إلى الجميع تتمثل قي وجود الاتصال البيئي، وهو العملية التي تكون بين مرسل ومستقبل في تداول الرسالة الإعلامية البيئية ورجع الصدى لها.
يعتبر الاهتمام بالجانب الاتصالي والإعلامي في قضايا البيئة أحد أهم المصادر التي يستقي من خلالها الجمهور المعلومات البيئية، وبالتالي يجب أن تأخذ وسائل الإعلام بعين الاعتبار الرسائل الإعلامية البيئية على كافة المستويات المقروءة والمسموعة والمرئية لتتناسب مع الجمهور المستهدف الذي تتوجه إليه تلك الرسالة، مع مراعاة كافة المداخل النفسية والاجتماعية من أجل تلبية الرسالة البيئية احتياجات جمهور وسائل الإعلام.
من جهة أخرى فإن الاتصال البيئي خارج إطار وسائل الإعلام المذكورة يتمثل في العديد من قنوات الاتصال الإيجابية الأخرى، مثل فتح قنوات اتصال فيما بين الجامعات والمراكز البحثية وكافة الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة بنتائج الدراسات والبحوث البيئية. ولعل الاهتمام بالتربية البيئية غير النظامية عن طريق إنشاء الأندية البيئية على كافة المستويات الفعلية ولكافة المراحل العمرية وإعداد الأنشطة المناسبة لكل مرحلة والتي تتضمن كافة الجوانب التربوية واحد من أهم فنون الاتصال البيئي التي سيكون لها أثرها البارز، كما أنه ينبغي التأكيد على أهمية الدور الاجتماعي للمرأة في تنمية الوعي لدى الأطفال وهو الأمر الذي ينتهي باتخاذ القرار البيئي السليم.
ومن خلال أهمية الاتصال والإعلام البيئي في خدمة البيئة ومساهمته في التربية البيئية، لابد من الإشارة  إلى أنه من الأهمية بمكان إتقان مهارات الاتصال الرئيسية مثل الاستماع والكلام والقراءة والكتابة واستخدام الأدوات الميكانيكية والكهربائية والالكترونية للنجاح في مهمة نشر الوعي البيئي وتحقيق أفضل مردود من عملية الاتصال، مع التأكيد على ضرورة تجنب المبالغة في قضايا البيئة واستخدام لغة بسيطة مفهومة وأكثر عدد ممكن من الوثائق والإيضاحات التي تتصل في القضايا البيئية موضوع عملية الاتصال.

ويبقى في الأخير التكامل بين كافة الجهات المعنية بشئون البيئة ضرورة من ضروريات الحياة، ليكون الاتصال والإعلام البيئي واحدا من أهم دعامات هذا التكامل من أجل إيصال الرسالة العميقة في بعدها إلى مفهوم كل مستقبل لها.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة