أ- مفهــوم البحــث العلمــي:
هو المجهود والنشاط الفكري المنظم المؤدي إلى اكتسابنا المعرفة وتكون عبارة عن معلومات نجمعها عن الجهة المستهدفة للبحث وفي المرحلة الثانية نقوم بمعالجة ه\ه المعلومات وإخضاعها للتصنيفات بمعنى تصنيف عناصرها حتى نكشف خصائصها النوعية ونكشف الدلالات التي تحملها.
والبحث العلمي يتكون من كلمتين:البحث وتعني حسب الموسوعة العلمية larousse "الأعمال التي لها هدف الكشف عن معارف جديدة في ميدان علمي معين أما كلمة علم حسب نفس الموسوعة فهي تدل على معارف جديدة التنظيم ذات العلاقة بالظواهر ولذا فإن العلم في اللغة العربية تعني المعرفة أي ما نملكه من معلومات عن الأشياء وعليه فإن البحث العلمي هو سعي منظم في ميدان معين يهدف إلى اكتشاف الحقائق والمبادئ.
الفـرق بين البحـث والعلـم:
البحث هو السعي وراء الحصول إلى المعرفة بعد معالجتها لتصبح علما.
من شروط البحث العلمي كما تجلى في التعريف السابق هو التنظيم المتسلسل للخطوات والباحثون في تعريفاتهم المختلفة يركزون على أنه نشاط فكري في خطوات مرتبة ومتسلسلة وفق نظام معين وخطة مرسومة لأنه لا يمكن للباحث الانتقال من خطوة إلى أخرى إلا بعد التأكد من صحة الخطوات السابقة وسلامتها لأن كل مرحلة في البحث العلمي تقرر طبيعة المرحلة الثانية إن عامل التنظيم في البحث العلمي يكسب هذا الأخير صفة الموضوعية المختلفة تعبر المعلومات عن الواقع المبحوث بمعنى أن الباحث يجب أن يستقي معلومات عن بحثه من الواقع المدروس عبر جميع المعلومات التقصيلية عن المشكلة المدروسة.
غاية البحث العلمي لا تتوقف عند دراسة واقع الظاهرة المدروسة دراسة وصفية بل إن العملية تتجاوز عملية الوصف إلى الفهم معناه تحديد خصائص العناصر المكونة لها وطبيعة علاقتها الداخلية والخارجية تحديدا دقيقا ثم تتوصل إلى عملية التفسير والفهم والهدف والقيام باستنتاج الدلالات في شكل تعميمات أو نظريات أو قوانين تعبر عن العلاقات التي تحكم الظواهر وتفسرها.
الفرق بين النظرية والقانون النظرية مرتبطة بالزمان والمكان أما القانون فيتجاوز الزمان والمكان.
من نتائج البحث العلمي التعميم وهي نتيجة تستخدم في ظواهر أخرى.
القيمة العلمية للنتائج المتوصل إليها في بحث الظواهر تساعدنا على عملية التنبؤ أي توقع ما يحدث مستقبلا في شكل احتمال قوي وذلك في حالة سير الظروف سيرا عاديا.
السبب تتنبأ من أجل اكتشاف ظواهر جديدة لم نتعرف عليها من قبل أو تجنب مشاكل وأخطاء وكوارث قبل وقوعها.
يعود الفضل الأول في توجيه البحث العلمي إلى المجالات الأساسية إلى العرب والمسلمين لأنهم صنفوا هذه العلوم حسب الغرض الذي تطلبه مثل: العلوم الطبيعية والرياضية والسياسية كما أنهم قاموا بتطوير استخدام المنطق في طرق الأدلة والبراهين وأخرجوهم إلى الواقع من خلال ربطه بدراسة العلوم الفلسفية وعلم الكلام وعلم الأدلة التي تشتمل جميع العلوم العصرية الآن بالرغم من المساهمة الكبيرة التي قدمها العرب في تطور البحث العلمي إلا أنهم لم يصلوا به إلى حدود اليوم وهذا يعود حسب ما يقول أبو حامد الغزالي إلى اهتمامهم بعلوم الفقه أكثر من العلوم الأخرى لأن العلوم الفقهية هي الموصلة إلى الجاه والمال والمسؤولية لكن هذه المساهمة استغلها الغربيون بعدهم في تأسيس البحث العلمي الحديث حيث تسجل في هذا الصدد مساهمة الباحث راجر بيكور الداعي الأول إلى البحث عن المعرفة من مصادرها الأصلية والأخذ بالمعلومات الإختبارية كما كانت كذلك مساهمة العالم فرانسيس بيكوز بمؤلفه في قواعد المنهج التجريبي وخطواته حاسمة في وضع أسس التفكير العلمي الحديث حيث قام بشرح طرق جمع المعلومة وأدواتها وأساليبها وتصنيفها ومقارنتها للوصول إلى خصائصها الذاتية بعد التحقق منها عبر عملية الإختبار.
البحث العلمي هو الدراسة الموضوعية للظواهر المختلفة لها والعلاقات التي تحكمها من خلال اعتماد خطة واضحة تضمن لعمليات البحث الترتيب السليم عبر خطوات متسلسلة في إطار تكاملي لأهدافها.
ب-تعــريف مفهوم الإعلام:
كلمة إعلام قاموسيا هي فعل الإخبار لكن تعريفه العلمي تطور عبر عدة مراحل ومفهوم الإعلام لم يستقر على مفهوم واحد فمثلا بدأ بمفهوم الذي قدمه الباحث فولي "بأنه تبادل للمعلومات والأفكار والآراء بين الأفراد " لكنه حصر مفهوم الإعلام في عملية تبادل المعلومات وأهمل الوسيلة.
وكذا الباحث فرانسيس بال عرف الإعلام بأنه تبادل للمعلومات بين الأفراد وأضاف له عامل الوسيلة والتجهيزات التي تجعل هذا التبادل ممكنا لكنه لم يحدد طبيعة هذه الوسائل إذ تركها عامة إذ أصبحت هذه الوسائل التي تدخل في الإعلام معنية بهذا التعريف غير الدقيق ما جعل المدرسة الأنجلوساكسونية تتدخل لتصحيح التعريف السابق إذ نقول أن هذه الوسائل التي أشار إليها فرانسيس بال media mass وسائل الاتصال الجماهيري وبذلك فإن وسائل الإعلام هي وسائل الاتصال على النطاق الجماهيري.
المدرسة الفرنسية في تعريفها لوسائل الإعلام استخدمت ما يسمى ب entreprise de diffusion أي مؤسسات النشر وهو تحديد أكثر دقة من التعريف السابق.
عندما نقول mass media نحصر وسائل الإعلام في presse. Radio. Tv أما مؤسسات النشر المعلوماتي فهو وسيلة إعلامية.
وبالرغم من كل هذه التعاريف يبقى المفهوم غامضا غير دقيق لذا نجد الباحث المصري إبراهيم إمام قدم مفهوم دقيق للإعلام من خلال ما يلي:
الإعلام هو النقل الموضوعي للمعلومات من مرسل إلى مستقبل وضد التأثير الواعي على عقل الفرد حتى تتيح له إمكانية تكوين رأي على أساس الحقائق المقدمة بمعنى الإعلام دائما ينقل الحقائق وهذا خدمة لصاحبها ووهذا في إطار التفاهم بين المرسل والمستقبل وبالتالي فالإعلام يختلف عن الإشهار
لأن الإشهار هو أيضا نقل المعلومات في اتجاه واحد لكن بغرض يختلف عن الإعلام لأن الإشهار معلوماته عبارة عن سلع وخدمات ولكن قصد الترويج لها ودفع طرف المستقبل إلى الإقبال عليها أي حث المستهلك إلى تقبل هذه السلعة من خلال توظيف العوامل النفسية والإجتماعية كغريزتي الأكل والجنس وبذلك فإن الإعلان لا يخاطب فقط عقل الفرد مثل الإعلام بل أيضا يثير غرائزه بأسلوب مبالغ فيه ولكن دائما بدرجة لا نصل إلى التزييف لأن القانون يعاقب المزيف وأيضا يفقد ثقة الزبون.
الفـرق بيـن الإعــلان والدعـايـة:
الدعاية هي عملية نقل المعلومات في اتجاه واحد لكنها تتناول أغلب الحالات موضوعات سياسية بطرق غير موضوعية بمعنى نقل المعلومات يكون مزيف بصورة جزئية أو كلية وهي كما نعلم مجهولة المصدر لماذا؟ لاعتماد الدعاية على عامل الغموض والدعاية تركز أساسا على مخاطبة غرائز وعواطف الفرد خاصة غريزة الخوف عبر أسلوبي الترهيب والتهديد باستقلال الأحداث الغامضة مثلا في الأزمات السياسية حيث تسود الفوضى وينتشر الغموض ويسيطر الخوف في جو عدم الإستقرار الذي يستغله رجل الدعاية فالدعاية كما نعلم لا يخاطب العقل لماذا؟ لأن رجل الدعاية أول ما يقوم به هو شل عمل العقل من خلال إرباك الفرد بتوظيف الخرافة والإشاعة والأكاذيب المكررة فمثلا هتلر استعمل خرافة تفوق الجنس الألماني وهذا لتثبيط العزائم والحيلولة دون القيام بعمل واعي يمكن من السيطرة على المواقف.
الفـرق بين النشـر والإعــلام:
النشر يختلف عن الإعلام لأن النشر يفيد معنى انتشار الأخبار بين الناس أي ذيوعهاأي إعطاء هذا الخبر انتشار واسع وسط الناس فالنشر هو عملية توزيع الأخبار والصور والتعليقات والكتب وغيرها من المطبوعات على نطاق واسع وبالتالي فإن الإعلام يختلف عن النشر كون هذا الأخير هو عملية ذات تأثير فعلي في عقول الأفراد.
ج-تعريف مفهوم الاتصــال:
الاتصال لغة هو علاقة شيئ بشيئ وفي اللغة الفرنسية كلمة communication المشتقة من كلمة commun مشترك معناها إقامة رسالة مشتركة مع شخص آخر أو جماعة أخرى إذا الاتصال حسب المفهوم السابق هو جعل المرسل والمستقبل يشتركان في رسالة واحدة أما دائرة المعارف البريطانية فعرفت الاتصال بأنه أسلوب تبادل المعاني بين الأشخاص من خلال نظام متعارف عليه من الإشهارات بمعنى أن المجتمع يتفق عليها اجتماعيا طبعا هذه الإشارات التي تستخدمها في نقل المعاني حددها بعض الباحثين في طريقة الكلام في كتابة معينة أو يكون في إشارات خاصة هذه الإشارة سواء تكون في شكل إيماءات أو ذبذبات سمعية أو سمعية بصرية سلكية أو لاسلكية مهما تعددت التعاريف لكلمة الاتصال فإن مفهومه يكمن دائما في العلاقة التبادلية بين الطرفين أو أكثر وهي العلاقة القائمة بين مرسل ومستقبل يشتركان في عملية تبادل المعاني باستخدام نظام معين للإشارات مفهومة من جانب الطرفين حتى يعي كل طرف ما يقول الطرف الآخر من معاني تحقيقا للإستجابة المطلوبة بينهما.
يقول بعض الباحثين أن الإتصال أوسع وأشمل من عملية تبادل المعلومات في الإتجاهين المتقابلين يتعدى الوسيلة التي تستخدمها في هذا الاتصال يتعدى الجمهور المستهدف بهذا الاتصال
يتعدى المضمون التبادلي في حد ذاته إلى عناصر أخرى تتعلق بالإنسان والطبيعة وبالإنسان وذاته وبالإنسان ومجموعته البشرية فيقولون أن الاتصال هو الإنسان الواعي بحركته اتجاه ذاته وهو هنا يحقق الاتصال الداخلي ووعي الإنسان بغيره من الأشخاص وهو هنا يقوم بالاتصال الشخصي وبالاتصال مع جمهور واسع فهنا يحقق الاتصال الجماهيري.
الاتصال الجماهيري هو الذي يكون مصدره المؤسسة الإعلامية والمؤسسة الإعلامية هي التي لها القدرة على نشر المعلومة على نطاق واسع ومن بين أحدث وسيلة اتصال جماهيرية هي الشبكة العالمية للمعلومات الأنترنت.
يميز بين الاتصال والمعلوماتية الإعلامية وظهر مفهوم l'informatique عام 1939 على يد الباحث Claude Shanonوهو يفيد خلية وتقنية المعالجة الآلية الإحصائية للمعطيات الخاصة بشكل معين.
يجب علينا أن نميز بين الاتصال وبين la cybernétique عام 1948 على يد الباحث Norbert Wiener وهو يفيد نظرية الأنظمة المعقدة الذاتية الرقابة والاتصال في المكنة والحيوان.وفيها يتم تطوير أنظمة التحكم الآلي والآلية من خلال إرسال برنامج من الخارج في شكل إشارات أو عن الآلة نفسها.
بالرغم من أن cybernétique يهتم بالاتصال إلا أنه لا يدخل ضمن دراستنا بظواهر الإعلام والاتصال لأنه يتجاهل الجانب الإنساني في هذه العملية فهو يهتم بالجوانب الآلية لا تتوفر فيه جوانب الاستماع والفهم والحوار في التعرف على الآخر.
هو المجهود والنشاط الفكري المنظم المؤدي إلى اكتسابنا المعرفة وتكون عبارة عن معلومات نجمعها عن الجهة المستهدفة للبحث وفي المرحلة الثانية نقوم بمعالجة ه\ه المعلومات وإخضاعها للتصنيفات بمعنى تصنيف عناصرها حتى نكشف خصائصها النوعية ونكشف الدلالات التي تحملها.
والبحث العلمي يتكون من كلمتين:البحث وتعني حسب الموسوعة العلمية larousse "الأعمال التي لها هدف الكشف عن معارف جديدة في ميدان علمي معين أما كلمة علم حسب نفس الموسوعة فهي تدل على معارف جديدة التنظيم ذات العلاقة بالظواهر ولذا فإن العلم في اللغة العربية تعني المعرفة أي ما نملكه من معلومات عن الأشياء وعليه فإن البحث العلمي هو سعي منظم في ميدان معين يهدف إلى اكتشاف الحقائق والمبادئ.
الفـرق بين البحـث والعلـم:
البحث هو السعي وراء الحصول إلى المعرفة بعد معالجتها لتصبح علما.
من شروط البحث العلمي كما تجلى في التعريف السابق هو التنظيم المتسلسل للخطوات والباحثون في تعريفاتهم المختلفة يركزون على أنه نشاط فكري في خطوات مرتبة ومتسلسلة وفق نظام معين وخطة مرسومة لأنه لا يمكن للباحث الانتقال من خطوة إلى أخرى إلا بعد التأكد من صحة الخطوات السابقة وسلامتها لأن كل مرحلة في البحث العلمي تقرر طبيعة المرحلة الثانية إن عامل التنظيم في البحث العلمي يكسب هذا الأخير صفة الموضوعية المختلفة تعبر المعلومات عن الواقع المبحوث بمعنى أن الباحث يجب أن يستقي معلومات عن بحثه من الواقع المدروس عبر جميع المعلومات التقصيلية عن المشكلة المدروسة.
غاية البحث العلمي لا تتوقف عند دراسة واقع الظاهرة المدروسة دراسة وصفية بل إن العملية تتجاوز عملية الوصف إلى الفهم معناه تحديد خصائص العناصر المكونة لها وطبيعة علاقتها الداخلية والخارجية تحديدا دقيقا ثم تتوصل إلى عملية التفسير والفهم والهدف والقيام باستنتاج الدلالات في شكل تعميمات أو نظريات أو قوانين تعبر عن العلاقات التي تحكم الظواهر وتفسرها.
الفرق بين النظرية والقانون النظرية مرتبطة بالزمان والمكان أما القانون فيتجاوز الزمان والمكان.
من نتائج البحث العلمي التعميم وهي نتيجة تستخدم في ظواهر أخرى.
القيمة العلمية للنتائج المتوصل إليها في بحث الظواهر تساعدنا على عملية التنبؤ أي توقع ما يحدث مستقبلا في شكل احتمال قوي وذلك في حالة سير الظروف سيرا عاديا.
السبب تتنبأ من أجل اكتشاف ظواهر جديدة لم نتعرف عليها من قبل أو تجنب مشاكل وأخطاء وكوارث قبل وقوعها.
يعود الفضل الأول في توجيه البحث العلمي إلى المجالات الأساسية إلى العرب والمسلمين لأنهم صنفوا هذه العلوم حسب الغرض الذي تطلبه مثل: العلوم الطبيعية والرياضية والسياسية كما أنهم قاموا بتطوير استخدام المنطق في طرق الأدلة والبراهين وأخرجوهم إلى الواقع من خلال ربطه بدراسة العلوم الفلسفية وعلم الكلام وعلم الأدلة التي تشتمل جميع العلوم العصرية الآن بالرغم من المساهمة الكبيرة التي قدمها العرب في تطور البحث العلمي إلا أنهم لم يصلوا به إلى حدود اليوم وهذا يعود حسب ما يقول أبو حامد الغزالي إلى اهتمامهم بعلوم الفقه أكثر من العلوم الأخرى لأن العلوم الفقهية هي الموصلة إلى الجاه والمال والمسؤولية لكن هذه المساهمة استغلها الغربيون بعدهم في تأسيس البحث العلمي الحديث حيث تسجل في هذا الصدد مساهمة الباحث راجر بيكور الداعي الأول إلى البحث عن المعرفة من مصادرها الأصلية والأخذ بالمعلومات الإختبارية كما كانت كذلك مساهمة العالم فرانسيس بيكوز بمؤلفه في قواعد المنهج التجريبي وخطواته حاسمة في وضع أسس التفكير العلمي الحديث حيث قام بشرح طرق جمع المعلومة وأدواتها وأساليبها وتصنيفها ومقارنتها للوصول إلى خصائصها الذاتية بعد التحقق منها عبر عملية الإختبار.
البحث العلمي هو الدراسة الموضوعية للظواهر المختلفة لها والعلاقات التي تحكمها من خلال اعتماد خطة واضحة تضمن لعمليات البحث الترتيب السليم عبر خطوات متسلسلة في إطار تكاملي لأهدافها.
ب-تعــريف مفهوم الإعلام:
كلمة إعلام قاموسيا هي فعل الإخبار لكن تعريفه العلمي تطور عبر عدة مراحل ومفهوم الإعلام لم يستقر على مفهوم واحد فمثلا بدأ بمفهوم الذي قدمه الباحث فولي "بأنه تبادل للمعلومات والأفكار والآراء بين الأفراد " لكنه حصر مفهوم الإعلام في عملية تبادل المعلومات وأهمل الوسيلة.
وكذا الباحث فرانسيس بال عرف الإعلام بأنه تبادل للمعلومات بين الأفراد وأضاف له عامل الوسيلة والتجهيزات التي تجعل هذا التبادل ممكنا لكنه لم يحدد طبيعة هذه الوسائل إذ تركها عامة إذ أصبحت هذه الوسائل التي تدخل في الإعلام معنية بهذا التعريف غير الدقيق ما جعل المدرسة الأنجلوساكسونية تتدخل لتصحيح التعريف السابق إذ نقول أن هذه الوسائل التي أشار إليها فرانسيس بال media mass وسائل الاتصال الجماهيري وبذلك فإن وسائل الإعلام هي وسائل الاتصال على النطاق الجماهيري.
المدرسة الفرنسية في تعريفها لوسائل الإعلام استخدمت ما يسمى ب entreprise de diffusion أي مؤسسات النشر وهو تحديد أكثر دقة من التعريف السابق.
عندما نقول mass media نحصر وسائل الإعلام في presse. Radio. Tv أما مؤسسات النشر المعلوماتي فهو وسيلة إعلامية.
وبالرغم من كل هذه التعاريف يبقى المفهوم غامضا غير دقيق لذا نجد الباحث المصري إبراهيم إمام قدم مفهوم دقيق للإعلام من خلال ما يلي:
الإعلام هو النقل الموضوعي للمعلومات من مرسل إلى مستقبل وضد التأثير الواعي على عقل الفرد حتى تتيح له إمكانية تكوين رأي على أساس الحقائق المقدمة بمعنى الإعلام دائما ينقل الحقائق وهذا خدمة لصاحبها ووهذا في إطار التفاهم بين المرسل والمستقبل وبالتالي فالإعلام يختلف عن الإشهار
لأن الإشهار هو أيضا نقل المعلومات في اتجاه واحد لكن بغرض يختلف عن الإعلام لأن الإشهار معلوماته عبارة عن سلع وخدمات ولكن قصد الترويج لها ودفع طرف المستقبل إلى الإقبال عليها أي حث المستهلك إلى تقبل هذه السلعة من خلال توظيف العوامل النفسية والإجتماعية كغريزتي الأكل والجنس وبذلك فإن الإعلان لا يخاطب فقط عقل الفرد مثل الإعلام بل أيضا يثير غرائزه بأسلوب مبالغ فيه ولكن دائما بدرجة لا نصل إلى التزييف لأن القانون يعاقب المزيف وأيضا يفقد ثقة الزبون.
الفـرق بيـن الإعــلان والدعـايـة:
الدعاية هي عملية نقل المعلومات في اتجاه واحد لكنها تتناول أغلب الحالات موضوعات سياسية بطرق غير موضوعية بمعنى نقل المعلومات يكون مزيف بصورة جزئية أو كلية وهي كما نعلم مجهولة المصدر لماذا؟ لاعتماد الدعاية على عامل الغموض والدعاية تركز أساسا على مخاطبة غرائز وعواطف الفرد خاصة غريزة الخوف عبر أسلوبي الترهيب والتهديد باستقلال الأحداث الغامضة مثلا في الأزمات السياسية حيث تسود الفوضى وينتشر الغموض ويسيطر الخوف في جو عدم الإستقرار الذي يستغله رجل الدعاية فالدعاية كما نعلم لا يخاطب العقل لماذا؟ لأن رجل الدعاية أول ما يقوم به هو شل عمل العقل من خلال إرباك الفرد بتوظيف الخرافة والإشاعة والأكاذيب المكررة فمثلا هتلر استعمل خرافة تفوق الجنس الألماني وهذا لتثبيط العزائم والحيلولة دون القيام بعمل واعي يمكن من السيطرة على المواقف.
الفـرق بين النشـر والإعــلام:
النشر يختلف عن الإعلام لأن النشر يفيد معنى انتشار الأخبار بين الناس أي ذيوعهاأي إعطاء هذا الخبر انتشار واسع وسط الناس فالنشر هو عملية توزيع الأخبار والصور والتعليقات والكتب وغيرها من المطبوعات على نطاق واسع وبالتالي فإن الإعلام يختلف عن النشر كون هذا الأخير هو عملية ذات تأثير فعلي في عقول الأفراد.
ج-تعريف مفهوم الاتصــال:
الاتصال لغة هو علاقة شيئ بشيئ وفي اللغة الفرنسية كلمة communication المشتقة من كلمة commun مشترك معناها إقامة رسالة مشتركة مع شخص آخر أو جماعة أخرى إذا الاتصال حسب المفهوم السابق هو جعل المرسل والمستقبل يشتركان في رسالة واحدة أما دائرة المعارف البريطانية فعرفت الاتصال بأنه أسلوب تبادل المعاني بين الأشخاص من خلال نظام متعارف عليه من الإشهارات بمعنى أن المجتمع يتفق عليها اجتماعيا طبعا هذه الإشارات التي تستخدمها في نقل المعاني حددها بعض الباحثين في طريقة الكلام في كتابة معينة أو يكون في إشارات خاصة هذه الإشارة سواء تكون في شكل إيماءات أو ذبذبات سمعية أو سمعية بصرية سلكية أو لاسلكية مهما تعددت التعاريف لكلمة الاتصال فإن مفهومه يكمن دائما في العلاقة التبادلية بين الطرفين أو أكثر وهي العلاقة القائمة بين مرسل ومستقبل يشتركان في عملية تبادل المعاني باستخدام نظام معين للإشارات مفهومة من جانب الطرفين حتى يعي كل طرف ما يقول الطرف الآخر من معاني تحقيقا للإستجابة المطلوبة بينهما.
يقول بعض الباحثين أن الإتصال أوسع وأشمل من عملية تبادل المعلومات في الإتجاهين المتقابلين يتعدى الوسيلة التي تستخدمها في هذا الاتصال يتعدى الجمهور المستهدف بهذا الاتصال
يتعدى المضمون التبادلي في حد ذاته إلى عناصر أخرى تتعلق بالإنسان والطبيعة وبالإنسان وذاته وبالإنسان ومجموعته البشرية فيقولون أن الاتصال هو الإنسان الواعي بحركته اتجاه ذاته وهو هنا يحقق الاتصال الداخلي ووعي الإنسان بغيره من الأشخاص وهو هنا يقوم بالاتصال الشخصي وبالاتصال مع جمهور واسع فهنا يحقق الاتصال الجماهيري.
الاتصال الجماهيري هو الذي يكون مصدره المؤسسة الإعلامية والمؤسسة الإعلامية هي التي لها القدرة على نشر المعلومة على نطاق واسع ومن بين أحدث وسيلة اتصال جماهيرية هي الشبكة العالمية للمعلومات الأنترنت.
يميز بين الاتصال والمعلوماتية الإعلامية وظهر مفهوم l'informatique عام 1939 على يد الباحث Claude Shanonوهو يفيد خلية وتقنية المعالجة الآلية الإحصائية للمعطيات الخاصة بشكل معين.
يجب علينا أن نميز بين الاتصال وبين la cybernétique عام 1948 على يد الباحث Norbert Wiener وهو يفيد نظرية الأنظمة المعقدة الذاتية الرقابة والاتصال في المكنة والحيوان.وفيها يتم تطوير أنظمة التحكم الآلي والآلية من خلال إرسال برنامج من الخارج في شكل إشارات أو عن الآلة نفسها.
بالرغم من أن cybernétique يهتم بالاتصال إلا أنه لا يدخل ضمن دراستنا بظواهر الإعلام والاتصال لأنه يتجاهل الجانب الإنساني في هذه العملية فهو يهتم بالجوانب الآلية لا تتوفر فيه جوانب الاستماع والفهم والحوار في التعرف على الآخر.
إرسال تعليق