اساليب تحكم الاعلام :
ان حقوق الانسان لاتتمثل بالحقوق الفردية فقط بل بالجماعية ايضا وهذه الرؤية قررتها مسيرة تطور التاريخي لحركة حقوق الانسان جعلت منها حقوقا ذات اجيال وصولا الى رؤية متوازنة لحقوق الانسان ببعديها وطبيعتها الفردية والجماعية . وتلك الرؤية المتوازنة تقطع دابر المتاجرة بحقوق الانسان الفردية كسيف مسلط على حقوق الشعوب والامم من جهة , كما تقطع دابر المتاجرة المقابلة بحقوق الانسان الجماعية كسيف مسلط على حقوق الفرد من جهة اخرى ،لذا فان على الاعلام دور عظيم في حماية حقوق الانسان بأساليبه المختلفة واهمها :
1. اسلوب عرض الحقائق :ـ ويعتمد هذا الاسلوب في تغيير اتجاهات الراي العام من راي عام فاسد الى راي عام صالح عن طريق ايصال الحقائق الى اكبر عدد ممكن من الناس بوصفها حقائق ثابتة وملموسة لتكون هي الاقوى والاكثر بقاء من الاكاذيب والخداع ،لذا يجب ضمان حرية تكوين الجمعيات والنقابات والانضمام اليها والتأكيد على اهمية الدور الرقابي لوسائل الاعلام المختلفة في حماية حقوق الانسان ،والدعوة الى تطوير لغة اعلامية تساهم في نشر ثقافة حقوق الانسان.
وهذا الاسلوب يقدم على اساس احترام عقلية الانسان وحقوقه الاسلسية في المشاركة بالحياة السياسية . اما خطورة هذا الاسلوب فإنها تكمن فقط عندما يتعلق الامر بنشر حقائق تتصل بالاسرار السيادية والامنية التي من غير الممكن كشف الحقائق عنها امام الجمهور , الامر الذي يجعل هذا الاسلوب اسلوبا مطلوبا في تغيير قناعات واتجاهات الراي العام باستثناء الامور المتصلة بالسيادة والامن الوطني والقومي (11).
2.اسلوب تحويل انتباه الجمهور :ـ يعتمد هذا الاسلوب على اثارة موضوع ثانوي اخر غير موضوع الاهتمام السائد بين الناس لغرض تحويل انتباههم عن الموضوع السائد او الذي يفترض ان يسود الى الاهتمام بالموضوع الثانوي . وهذه الاساليب اجادت استخدامها الولايات المتحـدة الامريكية وكذلك الكيـان الصهيوني في تعاملهم بشكل خاص مع العرب .
وكذلك يستخدم هذا الاسلوب من قبل كل النظم السياسية ونتلمسها اليوم من خلال وسائل الاتصال لاسيما الفضائيات القادرة على تحويل الموضوع الذي يجب ان يسود الى موضوع اخر(12).
3.اسلوب الملاحقة والتكرار :ـ أي توجيه ابصار ومشاعر واسماع واذهان وعقول الناس نحو قضايا قليلة ومحاولة ملاحقة ذلك وتكراره ،وقد اوصت ندوة دور الاعلام العربي في نشر ثقافة حقوق الانسان في ختام اعمالها بالقاهرة بتطوير التشريعات الاعلامية ورفع القيود عن حرية اصدار الصحف والغاء الرقابة على وسائل الاعلام وضمان ممارسة الاعلاميين لمهمتهم بحرية (13).
وقد اجاد الالمان استخدام هذا الاسلوب لتغيير اتجاهات الرأي العام . فكان وزير الدعاية الالماني ( غوبلز ) يقول بهذا السأن " ان سر نجاح الدعاية لايكمن في اذاعة بيانات تتناول الآف الاشياء , بل يكمن في التركيز على بعض الاشياء في الآف البيانات "، كما ان الكيان الصهيوني اجاد استخدام هذا الاسلوب في محاولة تغيير اتجاهات الراي العام اليهودي والعالمي انطلاقا من ملاحقة وتكرار مقولة " آن العرب يريدون رمي اليهود في البحر " تلك المقولة التي كانت ومازالت تتكرر مرارا في البرنامج الدعائي الصهيوني(14) ،وهذا الاسلوب , في الغالب , يوجه الى المشاعر لا الى العقول معتمدا على بعض الحقيقة وليس كل الحقيقة (15).
4.اسلوب الاثارة العاطفية :ـ وهو اسلوب الذي يستخدم لتغيير اتجاهات الرأي العام بأثارة عواطف الناس ودغدغة مشاعرهم بمجموعة كبيرة من الوعود الكاذبة المخادعة وبقليل من الحقائق (16)،وهنا يراد التاكيد على ان استجابة الجمهور العريض هي في الغالب استجابة حماسية عاطفية اكثر من كونها استجابة عقلانية . لذلك فان مستخدمي هذا الاسلوب يخاطبون عواطف الجمهور باثارة الحقد والغضب او ربما الود. واحيانا يعتمد هذا الاسلوب على بعض عناصر التضليل والتشويه للحقائق (17).
إرسال تعليق