تعريف اللغة السينمائية
تعتبر السينما أداة مهمة من أدوات التعبير الفني الإبداعي ,شديدة التأثير على الجمهور المشاهد ,فهي تعبر عن الواقع بأسلوب إبداعي خاص ,يتم عن طريق تكتل أو تجمع منسق لخصائص سينمائية معينة تتميز بمجموعات من العلامات
أو الإشارات, و هذا ما يجعل منها نظاما سينمائيا ,و الفيلم مبدئيا صور الأشياء التي تتحول إلى لغة ,بمعنى أنها لغة
ذات طابع و خصائص جمالية و فنية من نوع خاص و مختلف طبيعة الأنظمة اللسانية الأخرى.
ومن هنا تأتي السينما بالضبط من حيث إيحائها وإلحاح بفكرة وجود لغة من نوع جديد التي تحتوي في ذاتها إبداع
وواقع مجزأ و هي أيضا محتواه داخل العمل الإبداعي الفني(1 )
ويقول المؤرخ و الناقد" جان متري " في كتابه جمال و سيكولوجيا السينما :بأن السينما كوسيلة اتصال هي بمثابة
لغة لقرتها على تنظيم الأفكار و بنائها ونقلها للآراء و تحويلها.
و هذه اللغة ترتكز أساسا على الصورة (الفيلم هو أولا صورة ) و على تعاقب الصور بمعنى أن الصور حسب
النوع الحائي المختار في شكل نظام دلائل رموز أي في شكل لقطات و متتاليات. كما أن هذه اللغة تختلف عن
اللسان البشري لأنها لا تستمد دلالتها من صور مجرد اعتباطية و لكن من خلال إعادة إنتاج الشبه البصري و الصوتي.
يرى (الكاتب أنشتاين) أن اللغة السينمائية :هي وقف على الأفلام الحكائية التي تريد أن تحكي قصاصا,فتكون اللغة
الفيلمية حينئذ حددت بالقصة أولا و بالحكاية 2
و تمتاز اللغة السينمائية بتعاقب صور تكون بطريقة خطية متسلسلة و هذا ما يولد أو يخلق لدى المشاهد الإحساس
بالاستمرارية ,لدرجة أنه لا يمكن إدراك بوجود وحدات متقاطعة و مميزة و تستمد قيمتها على غرار الوحدات
اللغوية من خلال حضورها أو غيابها , وهذه الوحدات المميزة التي تسمى باللقطات قي السينما .
.وتمتاز اللغة السينمائية بعلاقة شبيهة بين الدال و المدلول فحسب النظرية السوسورية تكون العلاقة الموجودة
بين الدال (تعبير صوتي ) و المدلول (المضمون) اعتباطية ,أي بمجرد اتفاق عرفي لكن الأمر يختلف بالنسبة
للغة السينمائية :فالصور المتحركة و الأصوات المسجلة كالضجيج يعد بمثابة نسخ طبق الأصل للواقع فكل دال
من الدوال معللا بنسب متفاوتة ,بفضل وجود علاقة شبيهة تجعل كل دال بصري صوتي مرتبط بمدلوله(الواقع)3
علما أن درجة التعليل و التشابه بين الدال و المدلول في السيميولوجيا تسمى بدرجة الأيقونة.
إرسال تعليق