مضامين الثقافة الجماهيرية بين النظرية الوظيفية والنقدية:
1) مضامين الثقافة الجماهيرية من خلال النظريات الوظيفية:
هناك نخبة من المفكرين والباحثين أيدوا ووقفوا إلى جانب وسائل الاتصال الجماهيرية والمضامين المتنوعة التي تقدمها وقدموا في ذلك تبريرات كما سعوا إلى تواجدها داخل المجتمعات ومن أمثالهم ألبز جيرار و كوبر الهولندي و طه حسين المصري، حيث نظر هذا الأخير نظرة تفاؤل لهاته الوسائل والمضامين التي تحملها والمجسدة في البرامج المقدمة من ترفيه وتسلية وتثقيف وتوعية...إلخ.
وأما رايت ملز فيرى بأن وسائل الاتصال الجماهيرية والثقافات التي تقدمها هي ظاهرة فعالة بحيث تعطينا شعورا بالانتماء والروح المعنوية العالية وتجعلنا نهرب من الواقع الشاق كما أصبح الأفراد يستقون مفاهيمهم عن البرامج المقدمة وليس من تجاربهم الشخصية.
وأما هيرمن يوسجر دعا إلى ضرورة الاهتمام بالثقافة الجماهيرية كبديل ترفيهي واستطاعت تحقيق ما حققه الفولكلور من متعة وتفاعل نفسي كما أكد واضعو نظريات وسائل الإعلام الأولون على أن هناك عوامل تضع وسائل الاتصال جماهيرية قوية كالتعقيد الاجتماعي توافق الرأي المحدود، والابتعاد النفسي والعزلة واعتمدوا على منطق دور كايموفي ظل هذه الظروف والحشد المنعزل يمكن إقناع الأشخاص بسهولة وتعتبر مواقفهم بواسطة وسائل الإعلام والاتصال.
2) مضامين الثقافة الجماهيرية من خلال النظرية النقدية:
ترى نخبة من المفكرين والفلاسفة، انتقدوا مضامين وسائل الاتصال الجماهيرية ورأوا أن لها آثارًا سلبية على الفرد والمجتمع وأبرز المدارس النقدية هي مردسة فرانكفورت الألمانية وتركز اهتمامها على الثقافة الجماهيرية وحاول كل من آدورنوا ماكس ويبر و آلبرت ماركيوس التصدي لهذه الثقافة ولفهم الظاهرة الاتصالية في المجتمعات الغربية وهي مصدر للإساءة وسبب في تسطيح الأذواق، كما أعطت الصناعة الثقافية مجتمع ذو بعد واحد والأفراد يتفهمون الواقع المفروض عليهم والذي يلبون فيه رغباتهم. فالأفراد يتفهمون هذه الثقافة رغم الحقيقة، وأصبح تابعا لها. كما ظهرت آراء أخرى خلال القرن 18 و 19 بالإضافة إلى مدرسة فرانكفورت وأشهرها ماكدونانالد ويصفها بأنها هابطة واستغلالية ويقول: "الثقافة الجماهيرية مفروضة من فوق يصفها رجال الأعمال وجمهورها مستهلك ولديهم الاختيار في أن يشتروا أو لا يشتروا بالإضافة إلى ماكدونالد غيرسرغ كليمونت برفاس وهاجم هذا النوع الثقافي واعتبروها شكلا من أشكال التفاهة الحديثة.
كما حدد النقاد والباحثين المختصون في دراسة اللذة الإعلامية جملة من الانتقادات من بينها:
- في أن المادة الإعلامية تلعب دورًا في تنشئة الثقافة والجانب الفكري للفرد والمجتمع.
- التركيز على التسلية أكثر من المعلومات.
- الاعتماد على الإثارة أكثر من الترويح.
- غياب التنوع في البرامج.
- عن رفض محاربة وظيفة الرأي مشاهدة حصة تكون رأي.
- احتواءها على الذوق الرديء وعدم وجود هدف اجتماعي كمكافحة الظواهر الاجتماعية في المجتمع ونشر التوعية والإرشاد.
كما تفرض الأفلام والبرامج للنقد من طرف نقاد المادة الإعلامية حيث أصبح الجمهور يبحث عما يروح عن النفس ويحقق البهجة والسرور وتمضية الوقت والترفيه والتسلية، كما يعرض الإعلانات إلى الانتقادات ووصفت بأنها هزلية ومخزية كذلك يتم بثها في منتصف البرامج أو اللقطات المشوقة وهي حاملة مادة سامة أو منحرفة كذلك ارتفاع بيئة المبالغة وعدم مصداقيتها وصحتها كما تم التنديد بضرورة القيام بحملة تصحيحية لمضمون المادة الإعلامية لكونها حاملة لرسالة تثقيفية.
المبحث الثالث: علاقة الثقافة الجماهيرية بالمجتمع:
هناك علاقة تكاملية بينها فبوجود المجتمع توجد ثقافة جماهيرية وبغياب المجتمع تصبح الثقافة الجماهيرية لا معنى لها ذلك أن هذه المحتويات والمنتجات الثقافية خلقت أصلا لهذا الجمهور وتلبية احتياجاته الثقافية المتنوعة ولكن قد تكون لهذه الثقافة والمحتويات انعكاسات سلبية وإيجابية على الجمهور المتلقي لما تتضمنه من مضامين ومحتويات متنوعة وقد تنعكس هذه المحتويات بالإيجاب على الفرد كأن يكتسب معارف وثقافات ويشبع حاجياته الثقافية، ويشبع حاجياته الثقافية ويصبح لديه رصيد واسع من المعلومات في شتى المجالات وهذا سيؤدي إلى تحسين سلوكه وتعديله ويؤثر هذا على المجتمع طبعًا.
وقد تنعكس على الفرد خاصة والمجتمع عامة، كأن يصبح الشباب ونتيجة للمشاهدة المستمرة لهذه الوسائل وما تحمله من مضامين إلى أن يصبح متلقي سلبي إلى ظواهر كالغلو في اللامنطقية أو إلغاء العقل في خضم الأشياء والعلاقات تحصل لكثرة مشاهدة الأفلام الفضاء والصحون الطائرة ومشاهدة أفلام العنف كذلك قد تؤدي إلى الشعور بالإحباط أحيانا خاصة لأنها أصبحت مجرد دمية تستخدم في الترويج للسلع أو لأفلام الجنس..إلخ. وهذا ما ينعكس على المجتمع.
إرسال تعليق