U3F1ZWV6ZTE2NDIxOTY5MTY3NjA3X0ZyZWUxMDM2MDM5ODE3MjU5MQ==

وسائل الإعلام الجماهيرية بين الوظيفية والنقدية

وسائل الإعلام الجماهيرية بين الوظيفية والنقدية:
1-     النظرية الوظيفية:
يهتم مفهوم الوظيفية بتحليل العلاقة بين النظام ككل والوحدات المكونة لهذا النظام وقد تناولته كل من العلوم البيولوجية والاجتماعية والسلوكية واعتمدت عليه في تحليل الوظائف التكاملية التي يتضمن بها هذا النظام ككل، ففي علم الاجتماع والبيولوجيا مثلا بتحليل جسم الإنسان نظامًا كليا يحتوي على مجموعة من الأعضاء ويقوم كل عضو بدوره في حياة النظام ككل. ويتضمن مفهوم الوظيفية في النظام الاجتماعي مجموعة من الوحدات والوحدة يمكن أن يكون الفرد أو المؤسسة الاجتماعية أو الثقافية وتمارس هذه الوحدات مجموعة من الأنشطة داخل بناء مثل النظام الليبرالي، وينتج عن ممارسة الأنشطة التي تقوم بها الوحدات داخل البناء مجموعة من الوظائف مثلا دور السلوك الفردي أو الجماعي في الحفاظ على البناء الاجتماعي والربط بين أثار هذا السلوك واحتياجات البناء الاجتماعي، فمثلا تقديم وسائل الإعلام للإخبار يؤدي إلى زيادة معلومات الأفراد، وتحقيق الترابط الاجتماعي ونقل التراث الحضاري من جيل إلى جيل آخر، وتجد هناك من ناحية أخرى ما يسمى بالاختلال الوظيفي؛ الذي يشير إلى الآثار الغير المرغوبة التي قد تحدثها وسائل الإعلام مثلا هناك عرض الأخبار يؤدي إلى زيادة القلق والاضطراب لدى الفرد.(1)


2-           النظرية النقدية:
تفترض النظريات التقليدية أن وظيفة وسائل الإعلام هي مساعدة أصحاب السلطة في المجتمع على فرض نفوذهم والعمل على دعم الوضع القائم وذلك كانت دراساتهم النقدية للأوضاع الإعلامية وانتشار الثقافة الجماهيرية بدلا عن الثقافة الراهنة لوضع تفسيرات خاصة بمحتوى وسائل الإعلام للترويج لمصالح الفئات المسيطرة على المجتمع. وتتفق الدراسات النقدية في تحديد علاقة وسائل الإعلام بالقوى الاجتماعية والسياسية.
وتنتمي النظريات النقدية إلى الفكر الماركسي وهي تمثل مدخل يطلق عليه المدخل الثقافي وتستمد هذه النظريات أفكارها من مدرسة فرانكفورت ومن أهم ممثيلها "هوركانير" و"أدوريو" و"ماركوزي"حيث ترى هذه الأخيرة الثقافة الجماهيرية ذات الطابع لتجارية، حيث كانت الوسيلة الأساسية التي مكنت الاحتكارات الرأسمالية من تحقيق النجاح في هذا المجال.
ولقد لخص "ستيوارت ميل" حول أبرز رواد النظرية النقدية الأعمال التي قام بها مركز الدراسات الثقافية المعاصرة بجامعة برمنجهام بإنجلترا كما يلي:
-               دراسة محتوى وسائل الإعلام على المستوى الأوسع بدلا من نماذج التأثير المباشر التي تعتمد على المثير والاستجابة والتأكيد على قوة وسائل الإعلام الفكرية والثقافية.
-               التأكيد على العلاقة بين ترميز وسائل الإعلام وبين تفسيرات الجمهور.
-               الاهتمام بالدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تداول وتأمين تعريفات الهيمنة الفكرية وتقديمها والتي تختلف تمامًا عن نماذج الثقافة الجماهيرية التي تتناولها البحوث الأمريكية.
ويقسم محمد عبد الحميد النظريات النقدية إلى اتجاهين رئيسيين فالأول يستعير من الماركسية مفهوم الصراع من أجل بقاء الوضع كما هو وسيطرة الطبقات أو أصحاب المصالح المسيطرة وهيمنتها على وسائل الإعلام وتوجيهها لما يضمن استمرار هذه الهيمنة ويتبنى هذا الاتجاه أصحاب مدرسة فرانكفورت والنظرية الثقافية النقدية.(1)



(1)  حسن عماد مكاوي، ليلى حسن السيد، الاتصال ونظرياته المعاصرة، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 1991، ص 134-146.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة