U3F1ZWV6ZTE2NDIxOTY5MTY3NjA3X0ZyZWUxMDM2MDM5ODE3MjU5MQ==

خلاف الجزائر وإسبانيا.. هل أشعلت روسيا الأزمة؟

 خلاف الجزائر وإسبانيا.. هل أشعلت روسيا الأزمة؟

بلغة حادة، هاجمت الحكومة الجزائرية، الثلاثاء، وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، ووصفته بـ"مشعل الحرائق"، بعد تقارير تشير إلى تلميحه بأن روسيا وراء تأجيج الأزمة بين البلدين، وهي الأزمة التي يرى مراقبون إنها "تسعد الروس".

وهاجمت وكالة الأنباء الجزائرية وزير الخارجية الإسباني في مقال، الثلاثاء، وشككت في قدرته كدبلوماسي، في سياق الصراع السياسي والاقتصادي الذي بدأ بعد قرار الجزائر تعليق معاهدة الصداقة وتجميد التجارة مع إسبانيا.

أزمة "تسعد" الروس

ويأتي الغضب الجزائري بعد لجوء الوزير الإسباني إلى بروكسيل للحصول على دعم المؤسسات الأوروبية في الأزمة مع الجزائر، وتلميحه إلى أن روسيا تقف وراء تأجيج الجزائر للأزمة مع مدريد، فهل لروسيا دور في الأزمة الجزائرية الإسبانية ؟

بالنسبة للدبلوماسي الجزائري السابق، محمد العربي زيتوت، فإن الروس قد يكونون سعداء بالخصومة بين الجزائر وإسبانيا.

ورغم ذلك يستبعد الدبلوماسي السابق في حديثه لموقع "الحرة" أن تكون روسيا وراء الموقف الجزائري الأخير ضد مدريد.

لكن المعارض الجزائري، وليد كبير، في حديث لموقع "الحرة"، فلا يستبعد دورا روسيا في الأزمة الجزائرية الإسبانية.

ويقول: "اعتقد أنه بعد الكلام الخطير للوزير الإسباني، فإن إيقاف أنبوب الغاز المار عبر المغرب كان لروسيا دور فيه، واعتبر أن ذلك تنسيق بين الجزائر وروسيا  ولا يتعلق الأمر فقط بما تصفه الجزائر بعقوبات على البلد الجار المغرب، بل يتعدى ذلك إلى استعمال سلاح الغاز من طرف الجزائر وروسيا وممارسة الابتزاز" بحسب تعبيره.

وتربط الجزائر وموسكو علاقات تاريخية، سواء على المستوى الاقتصادي بحجم تبادلات وصل إلى 4,5 مليار دولار،أو على المستوى السياسي والاستراتيجي.

هجوم جزائري حاد على وزير الخارجية الإسباني

وفي مقال افتتاحي، اتهمت وكالة الأنباء الجزائرية، الوزير الإسباني، ألباريس، بـ"التلاعب" بالممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، جوزيب بوريل، و "التشويش على مصداقية" المفوضية الأوروبية بسبب "البيان الذي لا أساس له ضد الجزائر" الذي نشرته بعد زيارة ألباريس يوم الجمعة، محذرا من إجراءات محتملة إذا تم انتهاك اتفاقية الشراكة بين الدولة المغاربية والاتحاد الأوروبي.

والجمعة، حذر الاتحاد الأوروبي الجزائر من تداعيات القيود التجارية التي فرضتها على إسبانيا، وهي قيود نفتها بعثة الجزائر لدى الاتحاد الأوروبي. 

وقال الدبلوماسي الجزائري السابق، زيتوت للحرة إن "الهجوم على الوزير الإسباني يأتي لأنه قطع زيارته إلى أميركا الجنوبية، وعاد بسرعة إلى بروكسيل ليقول لهم  يجب دعم إسبانيا في هذا الموقف وحديث الإعلام الإسباني أن الوزير تحدث مع الكثبرين في أوروبا من أن الموقف الجزائري يأتي بتحريض من موسكو، وهو ما أغضب الجزائر" بحسب تعبيره.

وعلى عكس كلام وزير الخارجية الإسباني عن دور روسي في اجتماع مغلق ببروكسل،اعتبرت وزيرة الاقتصاد الإسبانية ناديا كالبينو، الاثنين، علنا أن قرار الجزائر تعليق معاهدة صداقة ثنائية مع بلادها الأسبوع الماضي لم يكن مفاجئا لأن "الجزائر تتقرب بشكل متزايد من روسيا".

وتنسق الجزائر مع روسيا في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز وكذلك في اجتماعات الدول المصدرة للنفط "أوبك+".

ويقول زيتوت إن "موقف الجزائر يعود بالأساس إلى قضية الصحراء الغربية" مشيرا إلى أن الجزائر كانت "مطمئنة جدا أن الحكومة الإسبانية ستبقى على نفس الموقف الذي يعتبرا قريبا من الطرح الجزائري بخصوص الصحراء الغربية، لكن تغيير موقفها أغضب النظام الجزائري".

وعلقت الجزائر الأربعاء الماضي "معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون" التي أبرمتها عام 2002 مع إسبانيا، بعد تغيير مدريد موقفها بشأن الصحراء الغربية.

وكانت "الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية" في الجزائر قد حضّت في وقت سابق أعضاءها على حظر التعامل مع إسبانيا بعد ساعات قليلة على تعليق معاهدة صداقة مع إسبانيا سارية منذ 20 عاما مع إسبانيا، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى تحذير الجزائر.

وبخصوص موقف الاتحاد الأوروبي وتحذيره للجزائر، فيقول زيتوت في حديثه لموقع "الحرة" إنه جاء بصيغة "تهديد" وهو ما أزعج الجزائر خاصة أن داخل النظام هناك الجناح الروسي بقيادة قائد الأركان شنقريحة فيما الرئيس عبد المجيد تبون وجنرلات آخرين قد يكون ضمن الجناح الغربي" بحسب تعبيره.

ونفت بعثة الجزائر لدى الاتحاد الأوروبي "إجراء الحكومة المزعوم بوقف المعاملات التجارية مع شريك أوروبي" واعتبرت أنه "موجود فقط في أذهان من يدعونه ومن سارعوا الى استنكاره".

وأنهى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء، مهام وزير المالية عبد الرحمان راوية بعد شهور من تعيينه وبعد أسابيع من إقالة محافظ البنك المركزي، بحسب بيان للرئاسة الجزائرية.

وجاء إنهاء مهام وزير المالية الذي تقلد المنصب في 17 فبراير، بعد أيام من اندلاع الأزمة بين الجزائر وإسبانيا.

وعلق، وليد كبير، في حديثه لموقع "الحرة" على "استغراب الجزائر من رد فعل إسبانيا بعد قراراها "الانتحاري" بوقف معاهدة الصداقة، مشيرا إلى أن "الإسبان سيتهمونك بأنك تنسق مع روسيا التي تحاول أو تستعمل الغاز كسلاح سياسي ضد الاتحاد الاوروبي ومن تم جر الجزائر إلى نفس الأسلوب وهذا طبعا لايقبله الاتحاد الأوروبي ولا تقبله  حتى الولايات المتحدة الأميركية".

وإسبانيا عضو أيضا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي العسكري، وكلاهما في طليعة المعارضة الدولية لغزو روسيا لأوكرانيا.

ودعت بروكسل السلطات الجزائرية الخميس إلى "إعادة النظر في قرارها"، وقالت الجمعة إنها "تمد اليد للسلطات الجزائرية لتوضيح الموقف بسرعة"، مؤكدة أنها "لا تزال تفضل الحوار لحل الخلافات".

واندلعت الأزمة بين البلدين،  بعد أن عدّلت إسبانيا، مارس الماضيـ بشكل جذري موقفها من قضية الصحراء الغربية الحساسة لتدعم علنًا مشروع الحكم الذاتي المغربي، مثيرة بذلك غضب الجزائر، الداعم الرئيسي للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو".

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة