U3F1ZWV6ZTE2NDIxOTY5MTY3NjA3X0ZyZWUxMDM2MDM5ODE3MjU5MQ==

المتلقي الاعلامى العربي الأول للبيئة والتنمية المستدامة



الملتقى الاعلامى  العربي الأول للبيئة والتنمية المستدامة 


القاهرة :  27-29/11/2006


افتتح المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة وصاحب السمو الملكي/ الأمير تركي بن ناصرالرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة بالمملكة العربية السعودية  فعاليات عمل الملتقى الاعلامى  العربي الأول للبيئة والتنمية المستدامة والذي يعقد فى الفترة من 27-29/11/2006 بحضور لفيف من وزراء البيئة العرب و بتنظيم مشترك مع الأمانة الفنية لمجلس الوزراء البيئة العرب وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة بغرض تعزيز قدرات الإعلاميين البيئيين العرب لإيجاد إعلام عربي أكثر تخصصا وقدرة على إثارة وتبنى قضايا البيئة والتنمية المستدامة التي تمس المصالح العربية.


وصرح الوزير فى كلمته التي ألقاها ان الدول العربية فى حاجة ملحة لمزيد من التكاتف وتوحيد وجهات النظر نحو سياسة إعلامية عربية واحدة تتبنى قضية الدفاع عن البيئة وحماية الموارد الطبيعية، وإلى رؤية إعلامية موضوعيه تدافع عن الحق العربى في بيئة نظيفة لحماية مواردنا العربية مما يهددها من أخطار ، كما تعد منبراً عربياً للدفاع عن قضايا البيئة العربية.


وقال الوزير ان المشاركة في فعاليات الملتقى الإعلامي العربى الأول للبيئة والتنمية المستدامة تعد إنطلاقة حقيقية لدعم مسيرة الإعلام البيئى في المنطقة العربية بما يمكننا من وضع تصور مستقبلى يربط بين قضايا البيئة والإعلام  خاصة مع التطور السريع لوسائل الإعلام المسموعة والمرئية .


واوضح جورج إن الملتقى اليوم يحدد الرؤية الإستراتيجية لمستقبل العمل الإعلامى البيئى  الذى يخاطب كافة شرائح ومستويات مجتمعاتنا العربية  بالاضافة الى ما يعرضه من محاور وقضايا شاملة لدور الإعلام التنموى والبيئى  في موضوعات التصحر والجفاف والتنوع البيولوجى والمياه والبيئة البحرية والسياحة البيئية مؤكدا على دور المرأة والبيئة في خدمة قضايا البيئة والتنمية المستدامة  بما يؤهل جيلاً جديداً ينشأ على تعاليم الثقافة البيئية0 


كما أعرب  جورج عن فخره واعتزاز مصر بوجود قناة عربية متخصصة فى مجال البيئة والتنمية المستدامة مثل قناة " بيئتي " والتي تعد الخطوة الأولى نحو إعلام بيئي ناجح يعتمد علية فى نقل رسالة الإعلام البيئي داخليا وخارجيا فضلا على  كل ما تقدمه المؤسسات الإعلامية المصرية من برامج ترتقي بالوعي البيئي لدى المواطن البسيط  وتتجه نحو نشر الثقافة البيئية من خلال تحديث المنظومة الإعلامية والانطلاق نحو أفاق عصر الفضائيات  خاصة مشيرا إلى أننا في أمس الحاجة لنشر مفاهيم التنمية المستدامة .


كما اكد الوزير على اهمية  ودور الرسالة الإعلامية  التى تعبر عن ضمير واعي بآمال وطموحات أمتنا العربية خاصة قضايا المحافظة على البيئة والتي تعد محوراً جوهرياً بما تشمله من مشكلات أضحت تمس الحياة اليومية للمواطن البسيط والتي تتطلب رسالة إعلامية من نوع خاص ، تَنفُذ من خلالها قيم الثقافة البيئية إلى الأسرة العربية.


ولقد أكد صاحب  السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر على أن المشكلة الرئيسية تنحصر فى عجز إيصال الرسالة البيئية إلى المعنيين حيث  يأتى هنا دور الإعلاميين والإعلام بشتى وسائلة وعناصره وجهاته للمساهمة والمشاركة الايجابية فى تحقيق الرسالة المنشودة وذلك من خلال وضع سياسة بيئية مشتركة ومن هنا تبنت جامعة الدول العربية فكرة الملتقى الاعلامى العربي الأول للبيئة والتنمية المستدامة برعاية الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمملكة العربية السعودية حيث تفضلت جمهورية مصر العربية الشقيقة باحتضان المؤتمر .

وقال سمو الأمير بان  تدشين قناة بيئتى تمثل اول قناة متخصصة تعنى بشئون البيئة والصحة بالدول العربية وتعتبر هذة اول انطلاقة عالمية وجزء مكمل للشريان الرئيسى الذى سوف ينبع من هذا الملتقى .


وقد أعربت السفيرة نانسي باكير الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بأمانه جامعة الدول العربية والتي ألقتها بالنيابة عنها السيدة فاطمة الملاح مدير لأمانة  بالمكتب التنفيذي لوزراء البيئة العرب على ان هذا الملتقى يعقد فى إطار  أنشطة مجلس الوزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة لتنفيذ المبادرة العربية للتنمية المستدامة التي اقرها القادة العرب والذي يهدف إلى إيجاد إعلام عربي قوى وقادر على طرح قضايا البيئية والتنمية المستدامة بدون تهوين وبدون تهويل والذي يعمل على تطوير الوعي البيئي لدى المواطن العربي وتنمية إدراكه لدورة ومسؤولياته  تجاه البيئة .


وأضافت سيادتها انه من المتوقع أن  يكون لقناة بيئتي دورها البارز فى تقوية أواصر الاتصال والتواصل بين الإعلاميين البيئيين العرب لذلك لابد من  الحين والآخر ان تتولى وسائل الإعلام تخصصاتها المختلفة  عن طريق إجراء استطلاع للراى العام حول قضايا البيئة حيث انه لمجلة البيئة والتنمية بلبنان تجربة مفيدة فى هذا الشان تستحق الدراسة واستطلاعات الراى العام تفيد فى التعريف بنوعين من  تضافر الجهود بين كافة الاطراف المعنية حكومية وغير حكومية وعلى كافة الأصعدة لها.


واوضح السيد ممثل المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ايسكو ان هذا الملتقى ينعقد ليشكل مرحلة متقدمة في التعاون و التنسيق بين المؤسسات و المنظمات المعنية بقضايا الإعلام و البيئة و التنمية المستدامة في الدول العربية الإسلامية ، و يأتي في الوقت المناسب ليعبر عن التزاماتنا بدعم جهود الدول و القرارات الدولية الخاصة بالبيئة و التنمية المستدامة و تعزيز دور الإعلام في هذا المجال .


كما إن البحث في إيجاد السبل لتعزيز دور الإعلام في قضايا البيئة و التنمية المستدامة ، و تفعيل آليات تنفيذ إستراتيجية الإعلام ، و الخطط الوطنية لتنمية الإعلام ، و تعزيز الشراكة مع الإعلام لخدمة قضايا البيئة و التنمية الشاملة المستدامة ، و بناء قدرات الإعلاميين لخدمة البيئة و التنمية المستدامة . 


وأضاف ممثل المنظمة انه إيمانا من المنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة بأهمية قضايا البيئة و التنمية المستدامة و دور وسائل الإعلام فيها ، و نشر الوعي بهذا الميدان ، فقد أولت عناية فائقة بهذا المجال الحيوي منذ وقت مبكر . و قد تبلور هذا الاهتمام بشكل ملموس في خطة الايسيسكو متوسطة المدى 2001-2009 م ، من حيث حجم و نوعية البرامج و الأنشطة المتعلقة بقضايا البيئة و التنمية المستدامة و الإعلام ، كما تبلورت لديها خطة عمل متكاملة في الموضوع من خلال وثيقة "  الإطار العام لبرنامج العمل الإسلامي حول التنمية المستدامة " و الإعلان الإسلامي حول التنمية المستدامة " المقدمان الي القمة العالمية في جوهانسبرغ في سنة 2002 م ، و كذا من خلال إستراتيجية تطوير العلوم و التكنولوجيا في البلدان الإسلامية ، التي ركزت آليات تنفيذها علي حماية البيئة و الاستغلال الرشيد للموارد الطبيعية بالدول الأعضاء و تحقيق التنمية المستدامة للموارد الطبيعية ، بوصفها أحد أهم مجالات التنمية في بلدتنا ، و تشجيع استخدام التقنيات المفيدة من أجل تخفيض مستوي التلوث ، و التي تدعو الي إعداد برامج مخصصة من أجل معالجة قضايا البيئة . 


وقال ممثل المنظمة ان منظمة الايسكو قامت بتنفيذ البرامج و الأنشطة المخصصة لهذه المجالات ، حيث قامت بتنفيذ عدد كبير من الأنشطة ، في إطار خطط عملها المتعاقبة ، و في إطار برامج التعاون مع المنظمات و المؤسسات العربية الإسلامية و الدولية ، نذكر منها برنامج الأمم المتحدة للبيئة ، و جامعة الدول العربية ، و ذلك في شكل مؤتمرات و ندوات و اجتماعات و ورشات عمل ، و حلقات دراسية ، و دورات حول الموضوعات المتنوعة في هذا المجال مثل توظيف الإعلام التربوي في خدمة البيئة و التنمية المستدامة . 


و في هذا الإطار قامت الايسيسكو بعقد المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء التعليم العالي و البحث العلمي ، خلال الفترة من 19 الي 21 نوفمبر الجاري ، في الكويت . و ستعقد الايسيسكو المؤتمر الإسلامي الثاني لوزراء البيئة ، خلال الفترة من  13 الي 15 من شهر ديسمبر القادم ، في جدة بالمملكة العربية السعودية . 


ومن جهة اخرى فقد استعرض السيد نايف نايف بن صالح الشلهوب مدير الإدارة العامة للتوعية البيئية الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة - جدة  ورقة العمل المقدمة في الملتقى الإعلامي الأول للبيئة والتنمية المستديمة المنعقد بالقاهرة خلال الفترة 28-30/11/2006م بهدف إبراز الدور المهم للإعلام البيئي في نشر الثقافة البيئية والرقي بالوعي البيئي عبر وسائل الإعلام المختلفة، ولأهمية هذا الموضوع تم طرحة في العديد من المؤتمرات، والندوات المتخصصة على النطاق العالمي، و في العالم العربي على المستويات المحلية والإقليمية، وقد تم في هذه الورقة إلقاء ضوء وتوضيح لبعض النقاط وأساسيات عمل التوعية والإعلام البيئي مبنية على منظور عملي تطبيقي من وقائع لممارسة هذا العمل لفترة طويلة بالجهاز المركزي للبيئة بالمملكة العربية السعودية والتى تضمنت.

الوعي البيئي:

مع زيادة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية على البيئة وعناصرها خلال نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين على المستوى الإقليمي وعبر وطننا العربي وفي العالم بشكل عام، ازدادت الحاجة إلى إكساب الأفراد والجماعات الخبرة والدراية الكافيتان بعناصر ومكونات وقضايا وإشكاليات البيئة، وفهم العلاقة التأثيرية المتبادلة بين الإنسان وبيئته، وتقدير قيمة المكونات البيئية الأساسية المحيطة، والتعرف على المشاكل والإشكاليات البيئة، والتدرب على حلها ومنع حدوثها، وتجنب الوقوع في الكوارث البيئية أو ذات الصلة قبل وقوعها وما يترتب عليها من أزمات اجتماعية، أو اقتصادية، أو سياسية في بعض الأحيان. وهذا ما اعتقده شخصياً تعريف شامل لمصطلح الوعي البيئي  ويعد الوعي البيئي هذا يجب أن تقوم به مؤسسات المجتمع المدني والقطاعات الحكومية والخاصة في مجتمعاتنا العربية، ليصبح الفرد العربي قبل متخذ القرار البيئي واعياً بمتطلبات الفترة القادمة ومدركاً لاحتياجاتها. 

والوعي البيئي في اصله يتكون من ثلاث حلقات منفصلات متداخلات في آن واحد وهي :التربية والتعليم البيئي: ويبدأ بالتعليم من رياض الأطفال ويستمر خلال مراحل التعليم العام إلى التعليم الجامعي بشرط أساسي وهو وجود تكامل لأهداف البرنامج التعليمي والتربوي. 

الثقافة البيئية: وتبدأ من توفير مصادر المعلومات ككتب ونشرات وإشراك المثقفين البيئيين في الحوارات والنقاشات المذاعة والمنشورة وفي الحوادث والنوازل والقضايا البيئية ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بالمجتمع خاصة ذات المردود الإعلامي.

الإعلام البيئي: هو أحد أهم أجنحة التوعية البيئية، وهو أداة إذا حسن استثمارها كان لها المردود الإيجابي للرقي بالوعي البيئي، ونشر الإدراك السليم للقضايا البيئية، ويعمل الإعلام البيئي في تسيير فهم وإدراك المتلقي لقضايا البيئة المعاصرة وبناء قناعات معينه تجاه البيئة وقضاياها.

وسائل الإعلام:

التطور السريع وتعقد المجتمعات المدنية العربية البسيطة وظهور المدن الكبيرة مع نهايات القرن الماضي وما تلاها وتشابك مصالح المجتمعات فضلاً عن المصالح الفردية، أدي ذلك إلى تغير نمط الاتصال بين أفراد المجتمع، وانتشرت وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية، وتطورت وسائل وتقنية بث التأثير المعرفي والعلمي، فاستخدمت وسائل الإعلام العامة والمشهورة والتي أهمها:

الوسائل مقروءة: 

صحافة، مجلات، كتب، كتيبات، ملصقات، نشرات


والسائل مسموعة: 

راديو، أشرطة، CDs، محاضرات، خطب، ندوات، مؤتمرات

والسائل مرئية: 

تلفزيون، معارض، إنترنت، أفلام، قنوات فضائية متخصصة، رسائل الهاتف الجوال متعددة الوسائط

والسائل شخصية: 

مقابلات، اجتماعات، زيارات، محادثات

وبملاحظة نتائج استخدام الرسالة الإعلامية الموجهة عبر وسائل الإعلام العامة وتقنيات الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية وتقنيات الوسائط المتعددة بالهاتف الجوال والشبكات العنكبوتية (الإنترنت)،فإنه يظهر جلياً التمايز النسبي لكل وسيلة إعلامية لإحداث الاستجابة و التأثير المرجو من الرسالة الإعلامية الموجهة على الفئة المستهدفة، ومن ناحية أخرى، يكاد الملاحظ أن يجزم بان التطور الإعلامي المتواكب مع توفر تقنيات الاتصال الحديثة لن يقف، و لن يقف تطور أدوات وتقنية وأسلوب رسائله الإعلامية، ولن تنقطع حاجة الإنسان للإعلام وصناعته والاستثمار فيه.  

الإعلام البيئي:

بظهور الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على البيئة ومكوناتها وعناصرها، وانتشار الكوارث وحوادث التلوث البيئي، وحاجة المجتمعات إلى الأخبار البيئية وشغف الإطلاع ومعرفة تأثيرات الكوارث وحوادث التلوث البيئي الآنية عليهم، وحب استشراف المستقبل فيما يتعلق بتأثير التلوث على البيئية، والبيئة الطبيعية، والتغيرات المناخية في العالم بسبب التلوث، وتأثيرات ذلك على الاقتصاد والحالة الاجتماعية ...الخ، ظهر مصطلح الإعلام البيئي وأخذ هذا المصطلح بالتطور المتواتر في التعريف والمفهوم والاستخدام منذ سبعينات القرن الماضي، فبعدما كان نقلاً للخبر البيئي والإثارة الصحفية، لمزيد من المبيعات، أصبح له سياسات وخطط ووظف لتحقيق أهداف مختلفة وكما للإعلام بمفهومة الحديث " الإعلام التنموي" والذي يساعد الناس على تكوين رأي صائب في مضمون الواقع، أصبح الإعلام البيئي أداة تعمل على توضيح المفاهيم البيئية من خلال إحاطة الجمهور المتلقي والمستهدف للرسالة والمادة الإعلامية البيئية بكافة الحقائق والمعلومات الموضوعية (الصحيحة) بما يسهم في تأصيل التنمية البيئية المستدامة، وتنوير المستهدفين لتكوين رأي صائب في الموضوعات والمشكلات البيئية المثارة والمطروحة، في حال عدم تسيسها وتوجيهها لخدمة أغراض أخرى.

وكما أن الرسالة الإعلامية المبثوثة تساعد في بناء أو فهم الظروف المحيطة وتحدث تأثير في المستقبل ويتوقع استجابة معينه منه بعمل أو شعور بشعور معين، فإن الرسالة الإعلامية البيئية لها نفس الخصائص التأثيرية، وتكمن الخطورة فيها بمن يوجه الخطاب الإعلامي البيئي؟ حيث قد تأتي بمردود عكسي أو تنحرف الرسالة الإعلامية البيئية عن مسارها الأصلي والمراد بها في غياب الإعلامي المتخصص في المجال البيئي، أو قد يترك تأطير القضية البيئية ضمن سياسات دولية أو إقليمية في إطار العولمة حيث (تنطوي العولمة على حبس انتقائي للحرية على صعيد العالم في منظور اكتساب المعرفة، حيث لا تتاح المعرفة المفيدة بيسر لطالبيها مع تقوية البلدان المصنعة لأسوار حماية الملكية الفكرية ولإنتاجها المعرفي) كما جاء نصاً في تقرير التنمية الإنسانية العربية 2004؛ وهنا يبرز الدور الأساسي للإعلامي المتخصص وللأجهزة المسؤولة عن الشأن البيئي في إيضاح المصطلح والمعلومة البيئية وتوجيه الخطاب الإعلامي البيئي.

القطاع الخاص والإعلام البيئي:

اهتمام ومساهمة واستثمار القطاع الأهلي ومؤسسات المجتمع المدني في أنشطة التوعية والإعلام البيئي بشكل خاص تحتاج إلى مزيد من التحفيز ومنح فرص اكبر، فبالرغم من وجود مشكلة توجيه الخطاب الإعلامي على مستوى الوطن العربي بغياب الصحفي البيئي المتخصص بشكل عام، إلا أن مشكلة ندرة الوسيلة الإعلامية غير الرسمية المتخصصة التي يمكن الاعتماد عليها في مجال البيئة في الوطن العربي هي مشكلة حقيقية، فلا يوجد تقريباً استثمار أهلي خاص في مجال التوعية البيئية عبر امتداد الساحة العربية سوى في قناة فضائية بيئية واحدة متخصصة في البيئة والأرصاد، ومجلة بيئية واحدة تهتم بشؤون البيئة والتنمية، مع وجود صفحات أسبوعية أو شهرية بيئية في بعض الصحف اليومية إلا أنها في حال وجود مناسبات أو دعايات يتم تقليص محتواها أو في بعض الأوقات تلغى بالكلية.

ولا اقصد المساهمة والاستثمار في مجال الإعلام البيئي الحيوي والفيزيائي للبيئة فقط، بل كل الأنشطة التفاعلية والاقتصادية والسياسية لانعكاس ذلك على فهم وإدراك اللعبة البيئية الدولية ومساراتها، دعماً لمسيرة التنمية بالوطن العربي للارتباط الوثيق والمباشر للنشاطات التنموية للقطاعين الحكومي والخاص بالبيئة والتنمية المستدامة.

تبني القضية البيئية التنموية في المؤسسات الإعلامية والمؤسسات المعنية بالصحافة تأتي في العادة من قناعات صانعي ومتخذي القرار، المبنية أساساً على التوعية البيئية السليمة وبعد النظر والإدراك بالمسؤولية الاجتماعية والوطنية والدينية؛ حيث تأتي قضية تبني المؤسسات الإعلامية للقضية البيئية ومتطلبات التنمية المستدامة كرسالة إعلامية واجبه تقتضيها المصلحة العامة، كأحد أهم ركائز الإعلام البيئي التنموي (إن صح التعبير)؛ ويأتي التخلي عنها لتحقيق مكاسب ومنافع وقتيه مادية من خلال عوائد الإعلان المباشر أو المقال المدفوع كأهم معوقات التوعية والإعلام البيئي السليم، خاصة في أهم وسائل الاتصال الجماهيري (الصحافة)؛ كأن يسعى بعض مريدي الربح السريع للترويج عن مشاريع غير محسوبة العواقب البيئية والالتفاف حول نتائج دراسات التقييم البيئي بالإعلان عن الجدوى الاقتصادية والعائد المادي المتوقع لمشاريعهم من خلال الإعلانات المغرية بمبالغ طائلة لدى وسائل الإعلام باشتراط أدبي (غير مكتوب عادة) أنه في حال أوضحت هذه الوسيلة الإعلامية أو سمحت لأي من أقلامها أو كميراتها إظهار أي نقد لتدمير الموارد والمكونات البيئية للبيئة المحيطة أو توضيح للأضرار المستقبلية لهذه المشاريع سواء الأضرار البيئية أو الاقتصادية على المجتمع، فإن تلك المؤسسات الإعلامية سوف تفقد حصتها في الإعلان. 

التربية والتعليم والإعلام البيئي:

الإعلام البيئي هو أحد أهم أجنحة التوعية البيئية لا يجب أن ينفصل نشاطه الإعلامي البيئي في البرامج التي ينتجها ويستهدف بها النشء عن ما جاء في مناهج المراحل الدراسية للتعليم العام والتي تقدمها وزارات التربية والتعليم في مناهجها الدراسية الصفية أو النشاط أللاصفي للفئة المستهدفة؛ فبوجود هذا الترابط التربوي والإعلامي، يكون ترسيخ حقيقي للمفاهيم البيئية فيدرس الطالب المفهوم البيئي المعين ويراه في مجال التطبيق  بوجوه مختلفة من خلال برامج وسائل الإعلام والمسلسلات والبرامج التفاعلية الموجهة لمرحلته العمرية كأفلام الكرتون وبرامج الأطفال وبرامج الأسرة وخلافه ...، حيث يستخدم خلال البرامج الإعلامية مخاطبة الجانب العقلي إضافة إلى الجانب الوجداني لدى الفئة المستهدفة من المتلقين وتسهم بذلك في تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو المحافظة على البيئة وتغيير المفاهيم والسلوكيات السلبية إلى مفاهيم وسلوكيات ايجابية تجاه البيئة ومكوناتها.

نجاح العمل الإعلامي البيئي:

في اعتقادي أن من أهم سياسات إنجاح وإحداث نقلة نوعية في العمل الإعلامي البيئي والتي تسهم في الرقي بثقافة البيئة والحفاظ عليها في المجتمعات العربية، وإحداث انعكاسات ايجابية في واقع عمل التوعية والإعلام البيئي هو السعي في تبني وانتهاج السياسات التالية من قبل الجهات البيئية الرسمية والجهات الإعلامية:

  • الدعم والتشجيع الدائمين من قبل الإدارات البيئية للفنانين ولإعلاميين والصحفيين وتحفيزهم للإبداع في الطرح البيئي، وتوفير قواعد البيانات ومصادر للمعلومات البيئية وتعيين جهة مسئوله لديها ألقدره على إيصال المعلومة البيئية بشكل جيد مدعومة بالأرقام والبيانات.

  • توعية شاغلي المناصب العليا الإعلامية بأهمية الدور الذي يقومون به للحفاظ على البيئة والمساهمة في استمرارية التنمية المستدامة بالوطن.

  • التخطيط الإعلامي المسبق للأهداف المرجوة من الطرح الإعلامي البيئي لما يخدم المصالح العليا للوطن وبعيداً عن الإثارة غير المبررة.

  • تبادل الخبرات المكتسبة في مجال التوعية والإعلام البيئي بين الجهات المسؤولة عن التوعية والإعلام البيئي في القطاعين الحكومي والخاص لصقل وتنمية مهارات القائمين على الإعلام البيئي.

  • منح المجتمع وعلى جميع مستوياته الفرص في تحمل مسئوليته بالمشاركة في طرح رأيه البيئي عبر القنوات الإعلامية لتكون وسيلة إبداعية تفاعلية لنشر الوعي والثقافة البيئية.

الخلاصة:

الحاجة في ازدياد للتوعية البيئية في المجتمعات المعاصرة، والإعلام البيئي وهو أحد أهم أجنحة التوعية البيئية لم يزل في تطور مستمر حتى أصبح أحد أدوات نشر وتعميم التنمية المستدامة المبنية على التناغم والترابط بين البيئة وسلامتها والتنمية الاجتماعية والصحة، التي لا غنى عنها في كافة المشاريع والبرامج التنموية. إلا أن الرسالة الإعلامية البيئية سيف ذو حدين قد تأتي بمردود عكسي أو تنحرف عن مسارها في حال غياب الإعلامي المتخصص في مجال البيئة وغياب التوجه العام للمصالح العليا في قضايا البيئة والتنمية المستدامة المعاصرة على المستوى العالمي، مما يجعل التخبط نصيب العديد من المحاولات الإعلامية للرقي بالوعي البيئي بتلك القضايا. 

يجب الاهتمام بتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في مشاريع وبرامج وأعمال الإعلام البيئي، وإدراج مواضيع وقضايا البيئية ضمن الأعمال والبرامج الإعلامية، وتشجيع المستثمرين على تضمين الأعمال والبرامج الإعلامية الموجهة للنشء على وجه الخصوص المواضيع البيئية المدرجة في مناهج التعليم العام للفئات العمرية المستهدفة بتلك البرامج.

منح المجتمع المدني ومؤسساته الفرصة للمشاركة في مسئولياتهم تجاه الحفاظ على البيئة ونشر الوعي البيئي، مطلب أساس في العمل الاجتماعي لحماية وصون البيئة. 

كل ذلك يسهم بشكل كبير في رقي وعي المجتمع بأهمية سلامة بيئته والحفاظ عليها من الاستنزاف الغير مرشد وكل ما يتسبب في تلوثها أو يخل بمقوماتها الأساسية.


التوصيات:

  • أهمية ربط المفاهيم البيئية التي تطرح في إطار الإعلام البيئي الموجه أساساً للنشء كأفلام الكرتون وبرامج الأطفال وبرامج الأسرة والأفلام السينمائية، بما هو موجود في المنهج العام للتعليم من مواد ومفاهيم بيئية للفئات المستهدفة، بهدف ترسيخ وتعميق تلك المفاهيم لدى النشء. 

  • الطلب من مجلس الوزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة ومكتبه التنفيذي بإصدار نشرات تصور وتعكس وجهة نظر المجلس تجاه القضايا البيئية العالمية التي تهم الوطن العربي، وتفسير المفاهيم والمصطلحات البيئية المستجدة على الساحة العالمية كمصطلح (carbon account) ونشرها ليسهل على المهتمين الوصول إليها وتفهم المقصود منها.  


جديرا بالذكر ان الملتقى يتضمن  سبعة جلسات تتناول الجلسة الأولى مناقشة  واقع تناول قضايا البيئة والتنمية المستدامة فى الإعلام العربي ودراسة حول البيئة فى وسائل الإعلام العربية ودراسة حول واقع  تناول  قضايا البيئة والتنمية المستدامة  فى الإعلام المرئي والمسموع وموضوعات حول الإعلام البيئي والتوعية والإعلام التنموي ودورة فى تحقيق التنمية المستدامة .


اما الجلسة الثانية فتتناول قضايا التصحر والجفاف والتنوع البيولوجى والسلامة الإحيائية وقضايا المياه فى الوطن العربي والجلسة الثالثة تضم البيئة البحرية  وقضايا السياحة البيئية  والتلوث والإنتاج الأنظف أما الجلسة الرابعة فتحتوى على مناقشة التشريعات البيئية واستخدامات الطاقة البديلة فى المناطق النائية وقضايا الطاقة وحلقة نقاشيه حول دور المرأة والشباب فى خدمة قضايا البيئة والتنمية المستدامة .


و الجلسة الخامسة تناقش المخلفات الصلبة والنفايات الخطرة والجلسة السادسة تناولت موضوعات تغير المناخ وكيفية تأثير الإشعاع الشمسي على التغير المناخي والجلسة السابعة تناولت قضايا البيئة والتنمية المستدامة وتكنولوجيا المعلومات فى مجال البيئة والتنمية المستدامة وبناء قدرات الإعلاميين العرب عن الاستدامة البيئية ومناقشة سياسة قناة بيئتي ورويتها لتطوير إعلام بيئي فعال ثم عقد حلقة ناقشيه حول قضايا البيئة والتنمية المستدامة فى الدرامه العربية .


فتح باستخدام ://docs.google
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة