U3F1ZWV6ZTE2NDIxOTY5MTY3NjA3X0ZyZWUxMDM2MDM5ODE3MjU5MQ==

العلاقات المصرية السودانية عبر العصور

بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة القاهرة
معهد البحوث والدراسات الأفريقية – قسم التاريخ

المؤتمر الدولي حول
العلاقات المصرية السودانية عبر العصور
يومي الاثنين والثلاثاء 18-19 مايو 2009م


ورقة بحثية بعنوان:
نحو إستراتيجية إعلامية مصرية سودانية لإدارة الأزمات الأفريقية
أعد الورقة:
د. أيمن محمد عبد القادر الشيخ
رئيس قسم الإذاعة والتلفاز – كلية الدعوة والإعلام – جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية
السودان


تمهيد
تعد العلاقات المصرية السودانية ذات خصوصية تاريخية وحضارية تمثلت في اللغة والعادات والتقاليد ، فضلاً عن أن البلدين لديهما إرث عربي وأفريقي وإسلامي ممتد عبر الجذور، وفي وقتنا الحاضر مثلت العلاقات المصرية السودانية رأس الرمح في التكامل العربي والأفريقي والإسلامي بمجالاته المختلفة.
بيد أن المجال الإعلامي لم ينل حظه من البحث والدراسة والتطبيق العملي في تعزيز هذه العلاقات بالقدر الكافي ، إلى جانب تعدد الأزمات الأفريقية بشكل متكرر، فضلاً عن قصور فهم طبيعة الإعلام والدور الذي ينبغي أن يقوم به في البلدين في تطوير العلاقات المصرية السودانية.
لذا تأتي هذه الورقة بعنوان: "نحو إستراتيجية إعلامية مصرية سودانية لإدارة الأزمات الأفريقية" لتؤكد على الأتي:-
1)    حاجة البلدين إلى إستراتيجية إعلامية مشتركة وبخاصة إزاء الأوضاع في إفريقيا.
2)    ضعف الدور الإعلامي المصري والسوداني تجاه إفريقيا أدى إلى إبراز صورة قاتمة عن إفريقيا في وسائل الإعلام الغربية.
3)    المسؤولية الأخلاقية والسياسية والإعلامية تحتم على البلدين أن ينظرا إلى الإعلام بنظرة وفلسفة جديدة.
وتتناول الورقة مدخلاً للأوضاع السياسية والإعلامية في أفريقيا إلى جانب إبراز الاهتمام المصري والسوداني بأفريقيا سياسياً وإعلامياً، كما تتناول الورقة أهمية وجود إستراتيجية إعلامية مصرية سودانية في ضوء الأزمات التي تعصف بالقارة الأفريقية ، مع التركيز على المنطلقات والمرتكزات التي تقوم عليها الاستراتيجية الإعلامية، ووسائل وأساليب تنفيذ هذه الاستراتيجية.
وتختتم الورقة بملخص حول الرؤى الإعلامية التي وردت ، إلى جانب أفكار وأنشطة إعلامية وتوصيات يمكن أن تدفع -  بإذن الله تعالى - إلى الاستقرار والتنمية في القارة الأفريقية.


مدخل للأوضاع السياسية والإعلامية في أفريقيا
عانت أفريقيا في حقبة الاستعمار السابقة أيما معاناة، حيث لم يكتف الاستعمار بنهب ثروات القارة بل حاول استعمار العقول والأبدان، واستعمار العقول كان ببث الثقافة الغربية وطمس معالم الثقافات المحلية، أما استعمار الأبدان فكان بتوظيف الطاقات البشرية الأفريقية لخدمة الأغراض الاستعمارية، وبفضل الله تعالى ثم سعي الحركات التحررية في أفريقيا نالت الدول الأفريقية استقلالها ، وتلا ذلك رؤى عديدة أفضت إلى النهضة الأفريقية.
لكنها اصطدمت برؤيتين هما: (1)
# الرؤية الأولى: وهي رؤية أفريقية تشاؤمية ترى العودة نوعاً من التقهقر إلى حالة أشبه بحالة الطبيعة التي وصفها (هوبز) والتي تتسم بالتخلف والقهر.
# الرؤية الثانية:وهي رؤية ترى في العودة مفهوماً ضرورياً وتقدمياً ينبني على سياسة تحررية.
ويزعم البعض أن الرأي السابق يعكس تصوراً عنصرياً يميز رؤية الغربي لأفريقيا والأفارقة، فهي رؤية مبنية على دوافع أيديولوجية وسياسية تتطلع إلى وقف وإعاقة عمليات التحول.(2)
وفي تقديري أن النهضة سمة أساسية لأي تحول حضاري لأفريقيا ، لكن النهضة لا يمكن تحقيقها عبر شعارات فقط وإنما تحتاج إلى مجتمع مدني ، ورؤية سياسية أفريقية تتفاعل فيها مؤسسات الدول الأفريقية الرسمية مع مؤسسات المجتمع المدني الأفريقي الأهلية ، كما أن فكرة النهضة الأفريقية لم تأت من فراغ بل جاءت باعتبارها رد فعل للسياسات الاستعمارية.
إلا أن النهضة الأفريقية تواجه تحديات جمة، فأفريقيا تعاني من صراعات ممتدة، ذات آثار مدمرة، وليس من شك أن غياب ثقافة السلام والاستقرار يعضد من تهميش أفريقيا ، ولكن يمكن لنا أن نتصور صورة مشرقة لأفريقيا في القرن القادم، إذا ظل الأفارقة عاجزين عن تحقيق الأمن واستئصال جذور الصراعات التي تعاني منها كثير من المجتمعات الأفريقية. (3)
ويرى البعض أن التعدد الإثني والانقسام الاجتماعي يمثل أحد العوامل السلبية في تطور المشكلات والصراعات الأفريقية، فليس بخاف أن الهوية والتضامن إلاثني يسهمان في خلق أساس التمايز بين المجتمعات التي تستند على مفاهيم المصالح المشتركة وروابط (نحن) و (هم) و (الداخلي) ، (الخارجي) التي تحدد فرص الأمن والحياة للفرد ، وأوضاع المنافسة للمجتمعات الإثنية. (4)
ومن الملاحظ أن تعدد الإثنيات والعرقيات داخل البلد الأفريقي لا ينظر إليه من باب الشر وإنما يمكن النظر إليه بوصفه وحدة في إطار التنوع يتضح من خلال التراث والفنون ؛ وبالتالي يمكن أن يكون عامل جذب لا عامل تناحر.
وفي وقتنا الحاضر نجد أن سعي دول القارة الأفريقية نحو التكامل الإقليمي سياسياً واقتصادياً تشوبه الكثير من العقبات ، ويرى البعض أن الدول الأفريقية فشلت في تحقيق الغايات المأمولة من التكامل الإقليمي والقاري إلى عدة عوامل من بينها:(5)
·       عدم واقعية الكثير من الأهداف التي فرضتها بعض المنظمات التكاملية.
·       انتقائية خطط وبرامج التكامل الإقليمي.
·       الصراعات وعدم الاستقرار السياسي.
·       غياب الإرادة السياسية.
·       العيوب الهيكلية للاقتصاديات الأفريقية.
·       ضيق نطاق سوق التكامل الإقليمي.
·       ضعف آليات التعامل مع المشكلات التوزيعية (السياسات التعويضية).
·       مشكلات التمويل.
إذا كانت الأوضاع السياسية في أفريقيا تاريخياً وواقعياً تشهد العديد من التعقيدات الداخلية والإقليمية فإن الأوضاع الإعلامية لا تختلف كثيراً.
فعلى سبيل المثال نجد أن أفريقيا جنوب الصحراء عرفت وسائل الإعلام والاتصال منذ القرن الخامس عشر حيث كانت الطبول هي وسيلة الاتصال الإعلامي في القارة لمسافة ( 8 أميال)، ثم زادت حتى مساحة (200ميل)، ومازالت هذه الطريقة مستعملة في بعض المجتمعات البدائية.(6)
وقد مر الإعلام الأفريقي بمراحل صعبة وجمة إبان فترة الاستعمار الأوربي ، وفترة الاستقلال يمكن إجمالها في الأتي:- (7)
1.    عرفت أفريقيا وسائل الإعلام بمفهومها الحديث من صحافة وإذاعة وتلفزيون ، وكان أولها الصحافة التي ظهرت عام 1800م حيث أصدر البرتغاليون مجلة( الكيب تاون) "Cape Town Gazette".
2.    مع تطور وسائل الاتصال في مطلع القرن العشرين، عرفت أفريقيا وسائل إعلامية متطورة أخرى مثل : الإذاعة ، حيث كانت أول محطة إذاعية بناها الألمان في مستعمرة "توجو لاند" قبيل الحرب العالمية الأولى.
3.    تلتها وكالات الأنباء الأجنبية ، ورغم أن أول وكالة تم إنشاؤها في العالم كانت "هافاس" بباريس عام 1835م لكن أفريقيا لم تعرف وكالات الأنباء الأجنبية إلا حين افتتحت وكالة رويترز الإنجليزية "Reuter" فرعاً لها في جنوب أفريقيا عام 1928م.
4.    كان لظهور الصحافة الوطنية في أفريقيا جنوب الصحراء - قبيل الاستقلال على أيدي الأقارب دور بارز في إيقاظ الوعي الوطني ، ودعم مسيرة الوحدة الوطنية لدى الشعوب الأفريقية، فلقد جند هؤلاء الصحفيون الأفارقة أقلامهم لخدمة قضايا التحرر الوطني والقضاء على الاستعمار بكافة صوره، مثل الرئيس الراحل( جومو كيناتا) في كينيا "وكوامي نكروما" في غانا وغيرهما.
5.    بدأ الإرسال التلفزيوني في أفريقيا - جنوب الصحراء - عام 1957م في "روديسيا" "زيمبابوي" الآن، وتعد هذه الوسيلة أقل انتشاراً رغم مرور أربعة عقود على بدء الإرسال بالقارة، أما بث الإرسال الملون فقد بدأ في التسعينات ومازالت تلك الوسيلة في طور التنمية.
وعلى الرغم من المساعي التي قام بها الإعلام الأفريقي في مقاومة الاستعمار والدعوة إلى التحرر والنهضة إلا أنه لم يستطع القيام بمشروع إعلامي فاعل ؛ ولعل ذلك ناتج من عدم وجود كفاءات إعلامية قادرة.
ومما يزيد الأمور خطورة وتعقيداً محاولة إقصاء اللغة العربية من وسائل الإعلام الأفريقية ، وهو جزء من مخطط الاحتلال البريطاني الذي أدرك أهمية اللغة العربية في كتابة بعض اللغات المحلية (كالهوسا) و (الفلانية) ، كما بذلت الجهود لعلمنة الحياة وإقصاء الشريعة الإسلامية ، والاجتزاء بتطبيق ما يتعلق بالأحوال الشخصية. (8)
ومن الملاحظ أن هذه المحاولات أثرت تأثيراً سلبياً في تحقيق التضامن في مجال العلاقات العربية الأفريقية، فضلاً عن فشل الإعلام العربي من جهة ، والأفريقي من جهة أخرى في تفعيل أدوات التواصل بين المجتمعات العربية والأفريقية المكونة للقارة.
إن الإعلام الأفريقي يواجه العديد من المشكلات التي تفقده ليس تحقيق الاستقرار السياسي والتنموي في مجتمعات فحسب وإنما من خلال لغة الحوار والتواصل مع أبناء القارة.
ومن أبرز تلك المشكلات ما يلي:- (9)
v   تعاني الدول الأفريقية من نقص وقصور في عدد الكوادر الإعلامية المدربة، سواء أكان ذلك في الصحافة أم الإذاعة أم التلفزيون، أم وكالات الأنباء، وكذلك ندرة المعاهد الصحفية التي تتولى الإشراف على تدريب هؤلاء الإعلاميين.
v   مركزية الإذاعة والتلفزيون في معظم الدول الأفريقية ، وغالباً ما يكون مقرها العاصمة، ويتم بث الإرسال باللغات الرسمية (الإنجليزية والفرنسية) أو (الإسبانية) أو (البرتغالية) أو (بلغة الأغلبية العرقية) ويستثنى من ذلك نيجيريا التي يتمتع إعلامها المسموع والمرئي باللامركزية والتوازن ؛ ويرجع ذلك لنظام نيجيريا الفيدرالي واتجاه الدولة إلى إجراء توازن بين الأقليات والعرقيات.
v   المشكلات الفنية المتعلقة بتسهيلات البث الإذاعي والتلفزيوني والنقل على موجات محددة للكثير من المحطات الإذاعية ، ومشكلات استخدام التكنولوجيا الحديثة.
v   اعتماد الصحافة الأفريقية على المقالات والأخبار التي تتضمن خطب الرؤساء والحكام وتصريحات المسؤولين ، بينما يتضاءل اهتمامها بالأنشطة الأخرى التي تذخر بها الحياة اليومية في الميادين المختلفة مثل : الاقتصاد والفن والدين والرياضة ، حتى يكاد ينعدم في بعض الأحيان، يضاف إلى ذلك وقوع وكالات الإعلان الأفريقية في أيدي الشركات الأجنبية ، وارتفاع قيمة الاشتراكات في وكالات الأنباء العالمية.
v   الإعلام الغربي يصور أفريقيا على أنها بؤرة الانقلابات والمذابح والقلاقل، وعدم الاستقرار وفقدان الأمان، وتفش الفساد والرشوة وفشل التخطيط، والكسل وإبراز الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، ويضاف إلى ذلك غزو أفريقيا بالإعلام الغربي والبرامج الإعلامية التي لا تتواءم مع المجتمع الأفريقي.
الاهتمام المصري السياسي والإعلامي بأفريقيا
تولي مصر اهتماماً متعاظماً بقضايا القارة الأفريقية هذا الاهتمام لم يكن مرتبطاً بأوضاع سياسية أو اقتصادية بالنسبة لمصر ، فالاهتمام يعود لامتدادات تاريخية وحضارية.
وقد تمثلت هذه الامتدادات إلى بدايات التاريخ ويمكن إيجازها في الأتي:- (10)
1.    قامت الملكة حتشبسوت برحلتها التاريخية إلى بلاد نوت (الصومال حالياً).
2.    بعد قيام ثورة يوليو 1952م أخذت على نفسها القيام بمساعدة حركات التحرر الوطني في أفريقيا ، وارتبطت الزعامة التاريخية "لجمال عبد الناصر" بزعامات ورموز أفريقيا القوية والصاعدة آنذاك مثل "سيكوتوري" و"نكروما" و"جوهو كيناتا" و"سنجور" وغيرهم من الزعماء التاريخيين والآباء المؤسسين في القارة.
3.    كما احتضنت حركات التحرر الأفريقي على أرضها ، فقد تعلم الكثير من الكوادر العلمية والعسكرية في جامعات مصر ومعاهدها وكلياتها.
ولا ننسى أن مصر كان لها دور بارز في نشر الإسلام في أفريقيا وخصوصاً في بلاد الحبشة.
فقد انتشر الإسلام من مصر إلى الحبشة عن عدة طرق: (11)
(1)             الطريق البري : الذي ينحدر من مصر بطول ساحل البحر الأحمر مخترقاً ديار البجة ومنها إلى ساحل إرتريا.
(2)             الطريق البحري :المتمثل في البحر الأحمر والمحيط الهندي.
وفي فترة ما بعد الاستقلال ساهمت مصر في دعم العلاقات الثقافية العربية الأفريقية وذلك بعد أن أدركت دور الاستعمار الأوربي في طمس معالم هذه العلاقات.
ومما يدلل على ذلك نتيجة الجهد المنتظم للاستعمار الأوربي الذي تعرضت من خلاله العلاقات العربية الأفريقية لحالة انفصام، وأسهم في هذه الحالة ما مر به العالم العربي من تجربة استعمارية مختلفة عن التجربة الأفريقية (جنوب الصحراء). (12)
ويبدو أن الاهتمام المصري ونجاحه في دعم العلاقات العربية الأفريقية تمثل في ترسيخ معالم القيم العربية والأفريقية والإسلامية ، وذلك عبر الخبرات البشرية والمعاهد الدينية التي خرجت العديد من الأفارقة في مصر وخصوصاً الأزهر الشريف.
ومثلما كان الاهتمام السياسي والثقافي المصري بأفريقيا كان أيضا الاهتمام الإعلامي ويمكن تناول أبرز ذلك في الأتي:- (13)
1.    مكاتب الإعلام الخارجي التابعة للهيئة العامة للاستعلامات فهي بمثابة قنوات اتصال يتم من خلالها التفاعل مع وسائل الإعلام في أهم عواصم القارة الأفريقية ، وقد أنشئ أول مكتبين إعلاميين عام 1961م في كل من "الخرطوم" و"مقديشو" ثم في عام 1975م أنشئ عدد من المكاتب في "نيروبي"، "لاجوس"، "أديس أبابا"، "هراري"، "تونس"، "الرباط"، "الجزائر"، وفي عام 1976م أنشئ مكتب في "داركار"، وبعد انتهاء مشكلة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا تم نقل مكتب "هراري" إلى "بريتوريا".
2.    الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا حفقد أنشأته مصر عام 1980م وبدأ نشاطه عام 1981م ، وقد قام الصندوق بعقد اتفاقيات للتعاون الفني مع جميع الدول الأفريقية ، حيث يهتم بتمويل عدد من المشروعات والبرامج التدريبية للكوادر الأفريقية في مصر في مختلف المجالات، وفي مجال الإعلام يقوم الصندوق بتمويل معهد تدريب الإعلاميين الأفارقة التابع لوزارة الإعلام المصرية ؛ بهدف الارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم ومعدلات أدائهم ، وإعداد الكوادر والقادة في كافة قطاعات الإعلام المختلفة ، وتأهيلهم لمواكبة التحديات في مجالات التطورات الإعلامية الحديثة.
وقد كان للإذاعة المصرية الموجهة أثر بالغ الخطورة على الأفارقة وجميع المهتمين بالشئون الأفريقية ، سواء أكان ذلك في أوربا أم أفريقيا.
ففي أوربا صرح الدكتور "تشالز هيل" وزير الاستعلامات البريطاني الأسبق في مذكرة خاصة بطرق التغلب على الدعاية الناهضة في الشرق الأوسط ، وشرقي إفريقيا تحت عنوان "نشاط إذاعة القاهرة" فقال: "إن إذاعة القاهرة دائمة النشاط تتدفق فيها الدعاية ليس فقط باللغة العربية بل باللغتين السواحيلية والصومالية". (14)
أما التلفزيون فقد تم في الآونة الأخيرة العمل على دعم تبادل البرامج التلفزيونية بين مصر ودول أفريقيا ويمكن تفصيل ذلك في الأتي: (15)
1)    يشمل تبادل البرامج أكثر من مائتي مادة تلفزيونية مع أكثر من أربعين دولة أفريقية ويشمل : (البرامج السياسية والثقافية ، والإعلامية والتعليمية).
2)    أهم الدول الأفريقية التي تتعامل معها مصر في مجال الخدمة التلفزيونية : ( زامبيا  غانا، النيجر، بنين، بوروندي، تشاد، توجو، أنجولا، زيمبابوي، السودان، الصومال  جيبوتي، كينيا، زائير، جزر القمر).
3)    كما تم تركيب أطباق استقبال للقناة الفضائية المصرية مع كل من (كينيا، النيجر  تشاد، جيبوتي، المغرب، السودان، ليبيا، الكونغو، غينيا، أوغندا، زامبيا).
وعلى الرغم من اهتمام التلفزيون المصري  بالقارة الأفريقية إلا أن الدول الأفريقية مازالت تعاني من مشكلات تقنية وهندسية وإدارية ؛ ولعل ذلك راجع لصعوبة التضاريس الجغرافية التي تؤثر في نطاق البث ، فضلاً عن عدم مواكبة الأجهزة التلفزيونية لبعض دول القارة بالمتطلبات التقنية الحديثة.
ويرى البعض أن الإعلام المصري بقدر ما حقق نجاحات في التواصل الإعلامي مع أبناء القارة الأفريقية إلا أن ثمة ملاحظات في أدائه تجاه القارة ومن أهم هذه الملاحظات: (16)
·       لوحظ أن اهتمام الإعلام المصري بالقارة الأفريقية يتواكب - حضوراً وهبوطاً - مع اهتمام القيادة السياسية ؛ ولذلك انحصر الاهتمام الإعلامي بأفريقيا في المجال السياسي والعلاقات الرسمية مثل تغطية الاتفاقيات ، وزيارات الرؤساء والحكام والأفارقة بين جماعات منظمة الوحدة.
·       رغم خطورة الأحداث التي شهدتها القارة خلال التسعينات مثل انهيار الصومال ، ومذابح رواندا فلم نسمع أو نقرأ عن وجود إعلاميين أو صحفيين مصريين بمواقع الأحداث.
·       يفتقد الإعلام المصري إلى وجود إعلاميين مهتمين بالثقافات والحضارات الأفريقية ، وكذلك نادراً ما تجد أي تغطية إعلامية للأنشطة الثقافية والبيئية بالقارة ، رغم تنوعها وتعددها ، فالاهتمام الإعلامي بالجوانب السياسية جاء على حساب الجوانب الثقافية عامة.
الاهتمام السوداني السياسي والإعلامي بأفريقيا
لعل الموقع الجغرافي الذي يتمتع به السودان والتنوع الثقافي والعرقي الذي يذخر به جعله أرضية صلبة في محيطه العربي والأفريقي، ويتضح ذلك من خلال المشروع النهضوي الذي يشابه - كثيرا القيم الإنسانية الأفريقية التي تتمثل في الأتي:-(17)
1.    القيم الفاضلة: ويقصد بها المقومات الراسخة في الدين والعقيدة والأعراف الحميدة ، والخلق القويم والتراث القومي، والثقافة الوطنية.
2.    العزة : ويقصد بها تطوير مقومات الدولة الحضارية وقدراتها الدفاعية، بما يضمن الوجود الفاعل والارتقاء.
3.    الحرية: ويقصد بها معناها الشامل ؛ مما يحرر الإرادة الوطنية، ويحقق كرامة الوطن والمواطن.
4.    الرفاه : ويقصد به تحقيق مستوى متقدم من الحياة الطيبة للمواطنين ، ويؤكد حقوقهم الإنسانية والاجتماعية ، ويلبي حاجاتهم الأساسية ، ويرضي تطلعاتهم.
ويعزز الاهتمام السوداني بأفريقيا ليس المجال السياسي في دعم الحركات الوطنية لمقاومة الاستعمار فحسب بل بما يملكه السودان من استعدادات فطرية وتاريخية وحضارية.
فشعب السودان هو حصيلة التمازج العربي الأفريقي عبر القرون ويشكل هذا التمازج جوهر الهوية السودانية، والسودان - بدياناته وأعرافه وثقافاته - شعب مؤهل لبناء مجتمع حضاري واحد ، عماده الوحدة الوطنية، التي ترتكز على التوزيع العادل للسلطة والثروة والمشاركة الفاعلة للجميع في الشأن العام. (18)
وقد نشط السودان - في الآونة الأخيرة - في محور العلاقات الثقافية والإقليمية وذلك من خلال خطط ومشروعات في مجال العلاقات الأفريقية.
وتتلخص خطة العلاقات الأفريقية في تنشيط آليات التعاون مع دول الجوار عبر اللجان المشتركة ، والمشاركة الفاعلة في أنشطة الاتحاد الافريقي والتجمعات التكاملية مثل كوميسا وتجمع الساحل الصحراء : (س،ص) ، والهيئة الحكومية للتنمية : (IGAD) ، والتنسيق والتعاون على المستوى الثنائي والإقليمي في مجالات الأمن والاتصالات ، واستغلال المياه  وربط دول الجوار المغلقة بالمنافذ البحرية السودانية ، والتنسيق مع الدول الأفريقية لإتخاذ موقف أفريقي موحد تجاه اتفاقية الشراكة الجديدة من أجل أفريقيا (NE PAD) ،  وتحقيق أهداف الجماعة الاقتصادية والأفريقية (AEC) ، وتوسيع التمثيل الدبلوماسي المقيم مع دول الغرب والجنوب أفريقي. (19)
ومثلما كان اهتمام السودان بأفريقيا ( تاريخياً وسياسياً وحضارياً واقتصادياً ) كان هناك أيضاً اهتماماً إعلامياً.
فالسودان لا تقتصر علاقاته باتحاد إذاعات الدول العربية بوصفه عضوا ومؤسسا وإنما باعتباره عضواً في اتحاد إذاعات الدول الأفريقية ، ومع ذلك فإن النشاط الغالب للتبادلات الاخبارية والبرامجية لتلفزيون السودان تتم عبر اتحاد إذاعات الدول العربية وذلك ؛ لأن هناك إشكاليات في اتحاد إذاعات الدول الأفريقية وهي إشكاليات مادية وهندسية ، فضلاً عن عدم وجود قدرات هندسية للتلفزيونات الأفريقية. (20)
وقد بذلت جهود – كبيرة - في السابق - في تطوير العلاقة مع اتحاد إذاعات الدول الأفريقية (URTNA) ؛ لأهمية التواصل الثقافي الإعلامي مع الدول الأفريقية بعد أن انقطعت عام 1988م، فاستعاد السودان عضويته في (أورتنا) عام 1999م، (21)
وقد أدرك السودان - في الآونة الأخيرة - ضرورة الانفتاح إعلامياً على أفريقيا وذلك من خلال المهددات الخارجية التي تأتي من خلال التأثير الدولي على الإعلام الأفريقي.
ويتضح ذلك من خلال ضعف أجهزة الإعلام الأفريقية وهذا أوجد سلبية إعلام دول جنوب ووسط أفريقيا تجاه السودان ؛ مما أفسح المجال لتأثير الإعلام الغربي الذي تنقل عنه وسائل الإعلام تلقائياً ، فضلاً عن أن ضعف هذه الدول اقتصادياً واعتمادها على العون الغربي قلل من استقلاليتها ومن مقدرتها على مقاومة التوجهات الغربية ، وارتباط هذه الدول بالحضارة الغربية بسبب ضعف موروثها الثقافي جعلها تتبنى عداء للسودان المسلم، بالاضافة لوجود أعداد كبيرة من الصحفيين الأجانب بشرق أفريقيا. (22)
فقد أوجد ذلك - في تقديري - سلبية أخرى وهي عكس صورة ذهنية سيئة عن السودان وأوجد قاسماً مشتركاً لصورة الإعلام الدولي تجاه أفريقيا باعتبارها قارة مليئة بالصراعات والنزاعات والفقر والمرض.
كل هذه المعطيات جعلت الإعلام السوداني يخطط لبرامج تلفزيونية وفق رؤية كلية ؛ فجاءت فكرة إصدار دليل برامجي تلفزيوني يعرف ب"دليل وحدة أفريقيا".
ويتناول الدليل جملة من الأهداف العامة وهي:- (23)
1)    الانفتاح إعلامياً نحو أفريقيا من خلال إنشاء شبكة مراسلين.
2)    إبراز دور أفريقيا إقليمياً ودولياً من خلال البرامج والنشرات المقدمة.
3)    توسيع دائرة التبادل البرامجي بين السودان والدول الأفريقية.
4)    التبشير بقضايا السودان السياسية والاقتصادية والثقافية.
5)    إبراز أفريقانية السودان من خلال البرامج ذات العلاقة بجنوب وغرب السودان ، واضفاء الطابع الأفريقي عليها (الأزياء، الديكور، ..الخ).
6)    إتاحة الفرص لوجوه جديدة ذات ملامح أفريقية خاصة من جنوب السودان.
ويقوم الدليل على مجموعة من الوسائل تتمثل في الأتي:- (24)
1.    إنشاء شبكة مراسلين بالتنسيق مع وحدة المراسلين.
2.    ترجمة البرامج الوثائقية والأفلام والمسلسلات السودانية إلى (الإنجليزية والفرنسية) بالتنسيق مع قسم الترجمة واللغات.
3.    التبادل البرامجي بالتنسيق مع إدارة العلاقت الخارجية.
دواعي إستترايجية إعلامية مصرية سودانية وعلاقتها بالأزمات في أفريقيا
قبل الحديث عن دواعي ومبررات قيام إستراتيجية إعلامية مصرية سودانية تجاه القارة الأفريقية وخصوصاً في إدارتها للأزمات بالقارة لابد من توضيح بعض المفاهيم الأساسية المتعلقة بالفكر الإستراتيجي والإستراتيجية ومفهوم الأزمة ، وربط ذلك بدواعي قيام هذه الإستراتيجية الإعلامية.
فالفكر الإستراتيجي عرف بوصفه علما وفنا منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ولم يتبلور مفهومه الشامل إلا بنهاية الحرب العالمية الثانية، وأضحت كلمة "إستراتيجية" هي المتداولة في العالم العاصر.
والإستراتيجية Strategyتعني التخطيط بعيد المدى الذي يتم فيه الربط بين الأهداف والإمكانات المتاحة ، وأصبح التخطيط "الإستراتيجي الشامل "Total Strategy" ، أوالقومي "National Strategy" هو الوسيلة التي تحقق بها الأمم "أمنها" National Security. (25)
أما الأزمة فهي توقيت حاسم في حياة المستهدفين بها سواء أكانوا أفراداً أم جماعات أم منظمة فتفقد الأساليب والمعايير المعمول بها قدرتها على العمل بالشكل المتعارف عليه من قبل ، ويؤدي تتابع الأحداث إلى اختلاط الأسباب بالنتائج مما يفقد الفرد أو صناع القرار القدرة على السيطرة على الأ مور. (26)
وعند ربط الإسترتيجية بالتخطيط في مواجهة الأزمات نجد أنه لا توجد إستراتيجية إعلامية عربية وأفريقية واضحة المعالم تجاه أفريقيا وما يعتريها من أزمات وتعقيدات ، فضلاً عن عدم وجود إستراتيجية مصرية كانت أو سودانية.
وقد يتساءل الباحث أو المراقب ما الجدوى من قيام إستراتيجية مصرية سودانية تجاه أفريقيا ؟ وهل يمكن بالفعل أن تكون هناك رؤية إعلامية مشتركة في هذا الصدد ؟
إن أكبر داع لذلك ربما لا يختلف عليه اثنان وهو العمق التارخي والحضاري والواقعي والاجتماعي والثقافي الذي يجمع السودان ومصر.
لكن هناك دواع ومبررات تؤكد ضرورة قيام مثل هذه الإستراتيجية، ومن أبرز هذه الدواعي سياسات التانفس الدولي تجاه أفريقيا تلك السياسات التي أفرزت تصدعات وانقسامات وأزمات بالقارة الأفريقية وتتمثل هذه السياسات في الأتي:- (27)
1.    التانفس الأمريكي الأوربي: إن المتغيرات الدولية التي سارت باتجاه العولمة الأمريكية أدت إلى إعادة توجيه السياسة الأمريكية نحو أفريقيا عبر التركيز على دبلوماسية التجارة باعتبارها أداة للاختراق إضافة إلى دعم قادة أفارقة جدد ، إلى جانب أن أفريقيا احتلت مكانة مهمة في التفكير الإستراتيجي الأمريكي الخاص بمحاربة الإرهاب.
2.    التنافس الخفي بين فرنسا والولايات المتحدة: ويمكن إدراك ذلك من خلال الحرب الأهلية الرواندية ، حيث كانت القوات الفرنسية هي الأسبق والأكثر عدداً، وهو الأمر الذي دفع بالإعلام الأمريكي إلى التركيز على المشكلة وعلى الدور الفرنسي في تزويد "هابيا ريمانا" السابق وعلى الدور بالأسلحة والمعدات.
3.    التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا: تسعى إسرائيل في مرحلة ما بعد الحرب الباردة إلى تحقيق أهدافها التوسعية بحسبانها قوة إقليمية ، وذلك على حساب النظام الإقليمي العربي.
4.    الصراع من أجل السيطرة على النفط في السودان: حاولت الإدارة الأمريكية – جاهدة - منع الشركات غير الأمريكية من استغلال النفط السوداني ؛ فمارست ضغوطاً على شركة تاكسمان الكندية ، حتى إنها تواجه تهماً جنائية بالمشاركة في أعمال التطهير العرقي أمام أحد المحاكم الأمريكية.
وكذلك قصور الإعلام المصري والسوداني في التواصل ثقافياً وذلك في مواجهة ما أصاب التعليم العربي والإسلامي في أفريقيا. ولعل ذلك ناتج من التأثيرات الخارجية على الشعوب الأفريقية من خلال الأتي:(28)
1.    التغريب: لقد اصطبغ التعليم في أفريقيا بصفة تغريبية تسعى لطمس هوية الأفارقة وتحويلهم إلى إنجليز أو فرنسيين.
2.    الاعتماد على اللغات الأجنبية: إن لغة التعليم في أقطار القارة ما عدا الدول العربية – لغة أجنبية وافدة ، أحلها المستغلون - عند استيلائهم على القارة - محل اللغات التي كانت توحد أفراد الممالك والامبراطوريات التي أبادوها وقضوا عليها قضاء مبرماً.
وفي تقديري إن دواعي الإستراتيجية الإعلامية لا تنصب على مقاومة التغريب ، بل استحداث أدوات وبرامج وأنشطة عبر لغة تواصل مع الأفارقة ، وهذا من شأنه أن يجعلنا شركاء ليس في مواجهة الأزمات وتذويبها وإنما لمنع تفاقمها وبناء لغة حوار وتواصل مع الأفارقة.
وخصوصاً إذا رأينا أن هذا النسق التعليمي تمثل في وضعين هامين: (29)
·       الوضع الأول : وهو أن طرفي العلاقة : أي العربي والأفريقي صارا يتعرفان على بعضهما البعض من خلال طرف ثالث هو الغرب ، فالأفارقة يميلون لرؤية العالم من خلال نظرة الغرب ، كما أن معظم العرب يستقون معلوماتهم عن أفريقيا وعن شعوبها من خلال معتقدات الغرب ، فالتواصل لم يعد بالاحتكاك المباشر.
·       الوضع الثاني : وهو أن اهتمام الدول العربية في مجال العلاقات الثقافية أصبح مقصوراً على الدين باعتباره عقيدة واللغة العربية بوصفها وسيلة اتصال، ولكن الأفارقة ليسوا جميعاً من المسلمين ، وليسوا جميعاً ممن يهتمون باللغة العربية ، مما جعل العرب لا يخاطبون إلا قطاعاً محدداً ليس له تأثير على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وفي تقديري أن المبررات آنفة الذكر يكفي مبرر واحد منها لقيام هذه الإستراتيجية الإعلامية؛ لأن السبب الرئيسي للأزمات التي تواجه القارة الأفريقية وتعصف بها هو غياب التواصل مع الأفارقة. فالتواصل الثقافي والاجتماعي عبر منهج إعلامي متكامل يمكن أن يعزز ويساهم في بناء واستقرار القارة سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
المنطلقات والمرتكزات التي تقوم عليها الإستراتيجية الإعلامية
يقصد بالمنطلقات والمرتكزات التي تقوم عليها الإستراتيجية الإعلامية بالمعايير والقيم التي تضبط المسار الإعلامي وتوجهه تجاه أفريقي ،ا وأول هذه المنطلقات هو : المنطلق الإسلامي باعتبار أن فريق العمل الإعلامي من مخططين وممارسين هم مستخلفون في الأرض ليعمروا الأرض بالدعوة بالحسنى ، وتبصير الإنسانية بالحقائق والمعلومات والتوجيه والارشاد.
إن المنطلقات الأخرى هي منطلقات قيمية وأخلاقية وحضارية ، باعتبار أن السودان ومصر هما نسيج حضاري عربي وأفريقي وإسلامي ، ولتدعيم هذا النسيج لابد أن يكون منطلقه هو النهوض - عبر الاعلام - لتنمية القارة الأفريقية سياسياً وثقافياً واجتماعياً.
هذا ما يتعلق بالمنطلقات الجوهرية الطبيعية ، أما المنطلقات ذات الطابع العملي المباشر التي تقوم عليها الإستراتيجية الإعلامية فتتمثل في الأتي:-
أولاً/ اتباع الأسلوب العلمي في مواجهة الأزمات : وذلك من خلال الدراسة المبدئية لأبعاد الأزمة عبر تحديد العوامل المشتركة في الأزمة ، وتحديد أسباب الاحتكاك الذي أشعل الموقف، وتحديد المدى الزمني الذي وصل إليه الموقف ، وتحديد العوامل المشتركة والمؤثرة حسب خطورتها ، وتحديد القوى المؤيدة والمعارضة ، وتحديد نقطة البداية للمواجهة، إلى جانب الدراسة التحليلية للأزمة حيث يصعب مواجهة الأزمة بشكل كلي وشامل في كثير من الأحيان إذ يعد ذلك خارج نطاق الامكانيات المتاحة وتحليل الموقف وتقسيمه إلى أجزاء. (30)
ثانياً/ بناء فريق عمل إعلامي في مواجهة الأزمات : تكون مهمته الأساسية التحسب لأزمات قد تحدث ببرامج إخبارية وثقافية ، وتغطيات ميدانية وغيرها ، فضلاً عن عمليات قياس وتقويم مستمر ؛ باعتبار أن استقرار القارة الأفريقية وتواصل شعوب القارة وتفاعلهم مع بعضهم البعض هو السبيل لنهضة القارة ووحدتها وتماسكها ؛ ولإنجاح ذلك يوصي خبراء إعلام الأزمات بتحديد عدد من الأشخاص المدربين على العمل الإعلامي تسند إليهم مهام المواجهة الاعلامية للأزمات والكوارث ، بحيث يعمل هؤلاء كفريق عمل إعلامي لتغطية الأزمات والكوارث ، وترتبط هذه الفرق بفريق إدارة الأزمة الذي يعمل مركزياً على مستوى المنظمة. (31) .
وفي تقديري أن الفريق الإعلامي يعمل وفق رؤى متكاملة منها ماهو في مرحلة ما قبل الأزمة أو في أثنائها أو ما بعدها ، ويمكن أن يكون ذلك ببناء وحدة عمل إعلامية عضوية بين الأجهزة الإعلامية المصرية ، والأجهزة الإعلامية السودانية من خلال بناء منظومة تنسيقية في هذا الصدد، وهذا لا يتأتى إلا بوجود فريق مراسلين مصريين وسودانيين في الدول الأفريقية.
ثالثاً/ التعريف بالحضارة الأفريقية المتنوعة : فالإرث السياسي التاريخي لأفريقيا في مقاومة الاستعمار وتعدد اللغات والأعراف والثقافات ، كلها يمكن أن تنتج هدفاً  أسمى وهو : الوحدة والتكامل والإتحاد الأفريقي عبر التنوع الثقافي والاجتماعي ، وحتى الرياضي، إلى جانب إبراز الجوانب الإيجابية التي تتقدم فيها القارة وتتميز بها عبر الميادين المختلفة وخصوصاً في مجال حقوق الإنسان.
ويعد إقرار الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب الصادر في 18/6/1981م والذي دخل حيز النفاذ في 21/10/1986م خطوة مهمة نحو تعزيز حقوق الإنسان الأفريقي ، فهو من ناحية جاء معبراً عن الواقع الأفريقي ؛ حيث تضمن أولاً إضافة واجبات الإنسان حيال أسرته ومجتمعه ووطنه والآخرين، وثانياً خطا خطوة نوعية بإضافة حقوق الشعوب الأفريقية لقائمة حقوق الإنسان وهي ما يعرف بالجيل الثالث لحقوق الإنسان. (32)
رابعاً/ اعتماد مبدأ المبادرة والمبادأة إلى جانب التحليل الإستراتيجي: فالإعلام الذي ننشده في هذه الإستراتيجية لا يقتصر على تحليل الأحداث ، أو التنبؤ بالسيناريوهات وإنما صناعة السيناريو الإعلامي ، وذلك من خلال التقارير المقروءة والمذاعة والمرئية المصنوعة التي تبرز الميزة التي يتمتع بها أبناء القارة (سياسياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً).
وسائل وأساليب تنفيذ الإستراتيجية الإعلامية
ليس من السهل حصر جميع الوسائل والأساليب لتنفيذ هذه الإستراتيجية الإعلامية ، كما لا يمكن التنبؤ - بشكل قاطع - بمدى نجاحها ؛ وذلك لارتباط ذلك بمتغيرات إقليمية ودولية ، فضلاً عن الاستجابة العملية للأجهزة الإعلامية في مصر والسودان.
ولكن على ضوء فهم الواقع الإعلامي المصري والسوداني من حيث الإرث التاريخي والحضاري في مجال الإعلام والتطورات التكنولوجية والمجتمعية ، والمشروعات الطموحة لإعلام البلدين، على ضوء ذلك كله يمكن حصر الوسائل والأساليب مجتمعة (اسماً ومضموناً وطريقة أداء إعلامي) في مجال الصحافة والتلفزيون باعتبارها نماذج عملية يمكن أن تطبق ، وهذا لا يلغي - بأي حال من الأحوال - إسهام الوسائل الإعلامية الأخرى من إذاعة ومسرح وسينما وغيرها.
ففي مجال الصحافة يمكن أن تسهم الصحافة المصرية والصحافة السودانية في تنفيذ هذه الإستراتيجية الإعلامية من خلال مواجهة الحملات الإعلامية المضادة التي تتعرض لها القارة الأفريقية والتي إذا ما استمرت بتأثيرها السياسي والثقافي المستمر فستتطور إلى صراعات وأزمات . ويمكن تحديد سمات المواجهة على النحو التالي: (33)
1.    إعداد خطاب إعلامي غني وموضوعي : حيث يتمتع بقدر كبير من الوثائقية والمصداقية.
2.    اليقظة المستمرة لإعلام الخصم : من خلال دراسة وتحليل الرسائل الإعلامية التي يوجهها الخصم للداخل والخارج (شكلا ومضمونا) ، وتحديد الجماهير التي يستهدفها إعلام الخصم، مثل استخدام أحد الموضوعات قبل أن يستخدمه الخصم، والإجابة على مزاعم وإدعاءات الخصم مباشرة وتفنيدها، وتقديم موضوعات جديدة تكذب الخصم ضمناً وتلميحاً، علاوة على استخدام التحويل ، بمعنى جذب الجمهور لتحويل اهتمامه عن الموضوع الأصلي لدعاية الخصم.
3.    إتقان فن الاعتماد على الخبراء والمتخصصين : للاستفادة منهم في إنجاز مهمة مواجهة دعاية الخصم .
كما يتطلب التعامل مع وسائل الإعلام عامة والصحافة خاصة لمواجهة الأزمة مراعاة العناصر التالية: (34)
1)    معرفة الإعلاميين والتعامل معهم عند وقوع الأزمة : يجب – أولاً - التفريق في التعامل مع أنواع مختلفة من الإعلاميين (مندوب الأخبار اليومية، المحرر، المراسل المتخصص المصور ، مندوب الإعلانات، مندوب الصحافة والإذاعة والتلفزيون) ، فكل إعلامي من هؤلاء لديه حاجات مختلفة ويشغل موقعاً مختلفاً في النظام الإعلامي.
2)    ابتكار القصة الإخبارية: ويتطلب ابتكارها ما يلي:
‌أ.       التركيز على أكثر العناصر أهمية.
‌ب.  احرص على جذب انتباه المتلقي من خلال التركيز والإيجاز.
‌ج.    خذ الوقت الكافي لتجعل المعلومات شديدة الوضوح.
‌د.      اطرح أسئلة.
‌ه.   استشهد بوقائع ملموسة بدلاً من المصطلحات والعبارات المجردة.
‌و.     حاول تقديم بعض النصائح لتجذب تداعيات الأزمة أو الكارثة.
وفي تقديري أن نجاح الصحافة المصرية والسودانية ووسائل الإعلام في البلدين لا يتأتى إلا ببرامج تدريبية مشتركة ، إلى جانب بلورة برامج لتدريب الصحفيين الأفارقة ومحاولة تذليل مشكلات اللغة التي قد تعترض تنفيذ ذلك.
وتعد القناة الأفريقية المصرية إحدى المشروعات المستقبلية التي بقيامها يمكن أن تساهم في تنفيذ هذه الاستراتيجية.
وتأتي في ضوء إعلان السيد الرئيس (محمد حسني مبارك) خلال قمة الاتحاد الإفريقي في أبوجا (يناير2005م) عن مبادرة لإنشاء قناة أفريقية يتم بثها عبر الأقمار الصناعية المصرية باللغات الأكثر انتشاراً في القارة الأفريقية، ويكون مركزها الأرضي بمصر، والتأكيد في قمة سرت (يوليو 2005م) على ضرورة تفعيل هذه المبادرة لزيادة الترابط بين شعوب القارة.(35)
وتتركز الرسالة السياسة للقناة ومضمونها على الأتي:- (36)
·       تعزيز روح الإخاء وإنماء التواصل الثقافي بين شعوب القارة.
·       خدمة الأهداف والمصالح القارية.
·       التعريف بالقضايا والتطورات التي تشهدها القارة.
·       زيادة وعي الشعوب بالبعد والانتماء الأفريقي.
·       الحفاظ على الهوية الأفريقية وتقديمها بالصورة المشرفة من خلال تخاطب شعوب أفريقيا مع بعضها ومع دول العالم.
·       تعريف شعوب العالم بأصالة الحضارات الأفريقية وإمكاناتها وأمانيها وقضاياها وإلقاء الضوء عليها.
·       تنمية الاتجاهات الأفريقية المشتركة على أساس الالتزام الكامل بالقضايا القومية ، ومواجهة المحاولات المغرضة لفصل الشمال الأفريقي عن الجنوب الأفريقي.
ومثلما كان الاهتمام المصري بإنشاء القناة الأفريقية كان الاهتمام السوداني بضرورة تأسيس وإنشاء القناة الأفريقية وذلك من خلال مشروع قناة إفريقيا الدولية.
ويقوم مشروع قناة إفريقيا الدولية على هدف استراتيجي وأهداف فرعية ، فالهدف الاستراتيجي هو بناء أقوى إعلام يصل السودان بأفريقيا ، ويصل أفريقيا بالعالم أجمع ، إضافة إلى أهداف فرعية أهمها : حماية المقومات الروحية للأمة الأفريقية ، وتعميق الذاتية الأفريقية ، إلى جانب تأسيس نمط جديد من التواصل الأفريقي عبر التبادلات الإخبارية والبرامجية ، وترويجاً لنموذج تفاعلي بين الثقافات الأفريقية الوطنية.(37)


وللقيام بالخطاب الإعلامي للقناة ينبغي الأتي:- (38)
1.    إجراء دراسات مسحية واستكشافية تسبق بداية البث ؛ لتكوين فكرة متكاملة عن مجتمع الخطاب وطبيعة الجمهور المستهدف ، وميوله واتجاهاته واهتماماته.
2.    الإتفاق على موازنة برامجية دقيقة تحقق الانسجام بين الأهداف الكلية للقناة المتمثلة في دعم الأهداف السياسية والإستراتيجية للسودان في محيطه الأفريقي ، ودعم الدور الحضاري العربي والإسلامي للسودان في القارة من جهة ، وارتكاز القناة على قاعدة الوفاء بمتطلبات المشاهد الأفريقي بوصفها قناته الأفريقية التي تلبي طلباته ، وتتابع قضايا قارته من جهة أخرى ، بحيث  لا تتعارض هذه الأهداف ، ولا يطغي هدف على آخر في سياق الممارسة اليومية للعمل التلفزيوني.
3.    بناء الخطاب الإعلامي للقناة على الأسلوب الموضوعي المعتمد على عرض الحقائق والمعلومات بصورة موضوعية تحترم العقل الواعي ، والتفكير السليم ، وتجنب الانزلاق إلى الأسلوب المباشر ، أو الخطاب الدعائي الذي تجاوزه الزمن.
4.    اعتماد تقديم أسلوب الخدمات التلفزيونية المتكاملة ، بحيث تكون القناة عامة توفر الخدمات الإخبارية والثقافية ، إلى جانب الدراما والمنوعات ، وكافة أنماط الإنتاج التلفزيوني الأخرى.
5.    مراعاة التوازن بين الإفادة بالإعلان بوصفه موردا اقتصاديا لا غنى عنه ، وبين المواثيق الأخلاقية التي تحكم عمل التلفزيون والقناة بصورة عامة ، وعدم تأثير المعلنين على الأهداف الجوهرية للقناة.






توصيات البحث
1-  تعميق الفهم بأن أفريقيا هي مسؤوليتنا جميعاً - في مصر والسودان مسؤولية إعلامية قبل أن تكون مسؤولية سياسية واقتصادية .
2-  ينبغي أن لا يكون الدين واللغة حاجزاً للوصول لشعوب القارة الأفريقية ، وإنما أداة فاعلة للتواصل .
3-  لا ينبغي أن ننظرإلى أفريقياً بصفة المحلل والمراقب ، بل علينا أن ننفذ بأدواتنا ووسائلنا وإعلاميينا إلى المواقع المختلفة في أفريقيا .
4-  التنسيق المستمر بين السودان ومصر ، لتدريب الإعلاميين الأفارقة .
5-   ضروة المساهمة المشتركة بين مصر والسودان في حل المشكلات التقنية والهندسية التي تعاني منها الإذاعات والتلفزيونات الأفريقية.
6-   ضرورة الأسراع - في البدء - في تأسيس القناة الأفريقية المصرية ، وتنفيذ مشروع قناة أفريقيا الدولية السودانية .
7-   أهمية استفادة مصر والسودان من عضوية إتحاد إذاعات الدول الأفريقية في تنمية وترقية العمل الإذاعي والتلفزيوني لدول القارة .
8-   أهمية إنشاء مركز إعلامي مشترك بين السودان ومصر ؛ لرصد وتحليل الأزمات الأفريقية ، وتدريب العاملين في الأجهزة الإعلامية المصرية والسودانية في التعامل مع الأزمات لتذويبها أو تفاديا لوقوعها .




هوامش البحث
1.    مابوجه مور، "النهضة الأفريقية: سياسات العودة"، تعريب نهاد جوهر، مجلة القرن الأفريقي: قضايا الديمقراطية والمجتمع المدني، مختارات المجلة الأفريقية للعلوم السياسية، جامعة القاهرة، القاهرة، 2003م، ص83.
2.    المرجع نفسه، ص 83.
3.    حمدي عبد الرحمن حسن، قضايا في النظم السياسية الأفريقية ، الطبعة الأولى، مركز دراسات المستقبل الأفريقي، القاهرة، 1998م، ص209.
4.    المرجع نفسه، ص209.
5.    د. محمد عاشور و د. أحمد علي سالم، دليل المنظمات الأفريقية الدولية، مراجعة أ.د. إبراهيم نصر الدين، الطبعة الأولى، القاهرة، مشروع دعم التكامل الأفريقي، معهد البحوث والدراسات الأفريقية، جامعة القاهرة، القاهرة، 2006م، ص12.
6.    د. عبد الجيد عمارة، "اللغة والإعلام في إفريقيا" ، أعمال المؤتمر الدولي اللغة والثقافة في أفريقيا ، معهد البحوث والدراسات الأفريقية ، جامعة القاهرة، القاهرة، 27-28 أكتوبر 2001م، ص102.
7.    المرجع نفسه، ص 102-103.
8.    د. طارق ميرغني محمود، "فاعلية استخدام اللغة العربية في وسائل الإعلام الأفريقية"، أعمال المؤتمر الدولي الثاني اللغة والثقافة في أفريقيا، معهد البحوث والدراسات الأفريقية ، جامعة القاهرة، القاهرة، 13-14- فبراير 2008م، ص164.
9.    د. عبد الجيد عمارة، مرجع سابق، ص104- ص106.
10.    د. عادل عبد الرازق، "دور ثورة يوليو في نشر الثقافة العربية في أفريقيا" ، أعمال مؤتمر العلاقاتت الثقافية العربية الأفريقية، معهد البحوث والدراسات الأفريقية،   جامعة القاهرة، القاهرة، 30-31 مايو 1998م ، ص231- ص232.
11.    أ.د. شوقي الجمل، "دور مصر الثقافي في إثيوبيا"، أعمال مؤتمر العلاقاتت الثقافية العربية الأفريقية ، معهد البحوث والدراسات الأفريقية ، جامعة القاهرة، القاهرة،  30-31 مايو 1998م ، ص225-226.
12.    أ.د. السيد فليفل، "بعض محددات العمل الثقافي العربي الأفريقي من التبعية إلى الاستقلال والعولمة"، أعمال مؤتمر العلاقات الثقافية العربية، معهد البحوث والدراسات الأفريقية ، جامعة القاهرة، القاهرة، 30-31 مايو 1998م، ص5.
13.    د. عادل عبد الرازق، مرجع سابق، ص 255- 257.
14.    كميلة محمد عبد الله، "دور الإذاعة المصرية الموجهة في تنمية العلاقات العربية الأفريقية "، أعمال مؤتمر العلاقات الثقافية العربية ، معهد البحوث والدراسات الأفريقية ، جامعة القاهرة، القاهرة،  30-31 مايو 1998م ، ص352.
15.    د. عبد الجيد عمارة، "الإعلام المصري والعلاقات الثقافية مع أفريقيا" ، أعمال مؤتمر العلاقات الثقافية العربية ، معهد البحوث والدراسات الأفريقية ، جامعة القاهرة القاهرة، 30 -31 مايو 1998م ، ص373.
16.    د. عواطف عبد الرحمن، "الإعلام المصري وإفريقيا " ، أعمال مؤتمر العلاقات الثقافية العربية ، معهد البحوث والدراسات الأفريقية ، جامعة القاهرة، القاهرة ، 30 -31 مايو 1998م ، 345-346.
17.    ورقة الاستراتيجية القومية، المجازة في مؤتمر الإستراتيجية القومية الشاملة، في جلسة السبت 26 أكتوبر 1991م، الخرطوم، ص4.
18.    المرجع نفسه، ص6.
19.    إستراتيجية القطاع السيادي، لجنة إعداد الاستراتيجية ربع القرنية 2007-2031م، وزارة مجلس الوزراء ، المجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي، الأمانة العامة  الخرطوم، ص26-27.
20.    كافي البابو كافي، منسق التبادل الإخباري ، إدارة العلاقات الدولية ، الهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون، "مقابلة"، بتاريخ 14/8/2006م.
21.    دليل تلفزيون السودان، أوراق غير منشورة، ص26.
22.    شمس الهدى ، التدخل الإسرائيلي في السودان: كيف ولماذا ، الطبعة الأولى، شركة مطابع العملة المحدودة، الخرطوم، 2005م، ص83.
23.    وحدة أفريقيا، إدارة الأخبار والبرامج السياسية بتلفزيون السودان، أوراق غير منشورة، ص3.
24.    المرجع نفسه، ص3-4.
25.    فوزي محمد طايل، نهضة أمة: كيف نفكر استراتيجياً، الطبعة الأولى، مركز الإعلام العربي، القاهرة، 1997م، ص24.
26.    د. محمد عبد الغني حسن هلال، مهارات إدارة الأزمات: الأزمة بين الوقاية منها والسيطرة عليها، الطبعة الرابعة، مركز تطوير الأداء والتنمية، مصر الجديدة 2003-2004م ص9.
27.    د. حمدي عبد الرحمن حسين، "سياسات التنافس الدولي في أفريقيا"، مجلة قراءات أفريقية، العدد الثاني، المنتدى الإسلامي، لندن، سبتمبر 2005، ص55-62.
28.    محمد بن عبد الله الدويش، " التعليم الإسلامي العربي إفريقيا" ، مجلة قراءات أفريقية، العدد الأول، المنتدى الإسلامي ، لندن، أكتوبر 2004م، ص56-57.
29.    أ.د. فوزي درويش،"العلاقات الثقافية بين العرب وأفريقيا في العصور الحديثة"، أعمال مؤتمر العلاقات الثقافية العربية، معهد البحوث والدراسات الأفريقية ، جامعة القاهرة، القاهرة، 30-31 مايو 1998م، ص50.
30.    د. محمد عبد الغني حسن هلال، مرجع سابق، ص120-121.
31.    محمد شومان، الإعلام والأزمات: مدخل نظري وممارسات عملية، دار الكتب المصرية، القاهرة، بدون تاريخ نشر، ص84.
32.    أيمن القفاس، " حقوق الإنسان في أفريقيا" ، كلمة العدد ، مجلة آفاق أفريقية، المجلد السابع، العدد الثاني والعشرون، وزارة الإعلام ، الهيئة العامة للاستعلامات  2006م، ص5.
33.    د. عادل صادق محمد، الصحافة وإدارة الأزمات: مدخل نظري تطبيقي، الطبعة الأولى ، دار الفجر للنشر والتوزيع ، القاهرة، 2007م، ص41.
34.    أ.د. حسن عماد مكاوي، الإعلام ومعالجة الأزمات، الطبعة الأولى، الدار المصرية اللبنانية، يناير 2005م، ص159- 162.
35.    ورقة العمل المصرية: من أجل إنشاء القناة الفضائية الأفريقية، الاتحاد الأفريقي، أوراق غير منشورة، ص2.
36.    المرجع نفسه، ص3.
37.    مشروع قناة أفريقيا الدولية، وزارة الإعلام والاتصالات، الهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون ، قطاع التلفزيون، أوراق غير منشورة.
38.    المرجع نفسه.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة