U3F1ZWV6ZTE2NDIxOTY5MTY3NjA3X0ZyZWUxMDM2MDM5ODE3MjU5MQ==

المخفي في الخطاب الإعلامي الدولي ما لا يقال

المخفي في الخطاب الإعلامي الدولي
  ما لا يقال
يقول صاحبا كتاب (تعتيم) آمي جودمان ودايفيد جودمان الأمريكيان بأن البيت الأبيض طلب من»نيويورك تايمز« مقالا »قد يلحق الضرر بالتحقيقات المستمرة وتنبه الإرهابيين إلى أنهم قد يكونون تحت المراقبة« وأخرت الصحيفة تنشر المقال لسنة، وتم حذف بعض المعلومات التي احتج مسؤول الإدارة على أنها »قد تكون مفيدة للإرهابيين« (تعتيم ص16 الصادر عام 2008)، وهذا العمل الإعلامي يتناقض مع الدستور الذي يمنع السلطة من التدخل في حرية المواطن في الكلام والدين والإغراض. وملخص المقال، أن إدارة بوش بعد الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 بدأت في التجسس على الأشخاص الموجودين داخل أمريكا. 

*
*
ويقوم عدد من الكتاب الأمريكيين المشهورين، وخاصة لدى قراء العالم الثالث والوطن العربي أمثال حوديت ميللر، وبوب ودوارد في صحيفة  واشنطن بوسط« أو طوماس فريدمان الذي يحظى بعلاقات خاصة مع أمراء الخليج، فهو صاحب »مبادرة السعودية« المتعلقة بالسلام مع إسرائيل، بالتسويق للخطاب التضليلي الغربي في الوطن العربي والإسلامي.
*
*
آلهة الحرب »الإسلامية«
*
أسرّ الرئيس جورج بوش بعد تعيينه رئيسا لأمريكا بأمر المحكمة العليا عام 2000، لمحمود عباس، عندما كان رئيس الوزراء في حكومة الفقيد ياسر عرفات، قائلا: »إن الله أخبرني بأن أهاجم تنظيم القاعدة، وهاجمته، ومن ثم أمرني بأن أهاجم صدام« (تعتيم ص23).
*
وتذهب معظم التقارير الأمريكية بأن الأمريكيين ذوي الأصول العربية يحولون إلى سجون كل من المغرب، والأردن، ومصر، وسوريا لانتزاع الاعترافات. وإذا كان الأمريكيون يصنفون سوريا ضمن الدول الراعية للإرهاب، فلماذا يسلمون لها حملة الجنسية الأمريكية لاستنطاقهم في سجونها؟ وإذا كانت أمريكا ذات علاقة حميمية مع الأردن ومصر والمغرب، فهل يعقل أن تشجع وجود التعذيب في سجونها وتسلم أبناءها غير الأصليين، إليها؟
*
وبالرغم من أن الإعلام الأمريكي حر، إلا أن الحرة وأخواتها »تموّل من ضرائب الأمريكيين وهي موجهة للعرب وأوروبا، وأن صوت أمريكا أصبح اسمه اليوم »إذاعة سوا«.
*
من يتابع برنامج »الديمقراطية الآن« الذي بدأ بثه عام 1996، وصار يوزع على أكثر من 450 محطة إذاعة وتلفزة سيكشف »الوجه المخفى« للإعلام الغربي عموما، فهذا البرنامج يقدم اعترافات كل من يعاني »الظلم والحقرة« بسبب النظام السياسي الأمريكي.
*
كل الأخطاء الأمريكية تعلق على مشحب المصلحة العليا للأمن القومي لأمريكيا... فهل إجراء حوار، في جريدة »تحت تصرفات الاستخبارات الأمريكية« مع شخص مصنّف في خانة الإرهابيين، هو لحماية أمن أمريكا؟.
*
لقد خاطب بوش الكونغرس في 20 سبتمبر 2001، قائلا: »إما أن تكونوا معنا وإما أن تكونوا مع الإرهابيين« ثم راح يصرح فيما بعد أنه يملك »تفويضا من الله ليس لحكم أمريكا فحسب، بل لشن الحرب في أرجاء العالم«، وهذه الحرب بدءًا من أفغانسان وانتهاء بالعراق كانت ترسانتها العسكرية الحقيقية هي وسائل الإعلام، وقد بدأت باتجاه إيران حاليا بترتيب البيت العربي، وتوزيع الأدوار على أوربا وإسرائيل وبعض الأقطار العربية.
*
*
علاقة قانون المحروقات ومشروع القواعد الأمريكية بالإرهاب!
*
صحيح أنه بعد مقتل الشيخ نبيل صحراوي المدعو أبو إبراهيم مصطفى، عيّنت »الجماعة السلفية« عبد المالك دروكدال المدعو أبو مصعب عبد الودود، وأن هذا التنظيم جاء على أنقاض »الجماعة المسلحة«، إلا أن السؤال الذي يبقى غامضا، لماذا ظهر بعد سحب الرئيس بوتفليقة لقانون المحروقات، ونفذ عملياته الأولى بعد رفض الجزائر إقامة قواعد أمريكية على أراضيها.
*
ربما يقول البعض إن الاتصالات بين عبد المالك دروكدال وأيمن الظواهري، بعد نجاح المصالحة الوطنية، ورفع الغطاء السياسي عن الجريمة في الجزائر هو الذي دفع ب(الجماعة السلفية) إلى البحث عن غطاء جديد لها.
*
وتشير تقارير استخباراتية غربية أن الشيخ أسامة بن لادن هو الذي أعطى موافقته على إنشاء (قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي) على غرار قاعدة الجهاديين في بلاد الرافدين وجزيرة العرب.
*
لكن لا أحد تساءل: كيف كانت تتم عمليات التفجيرات عن بعد، وعبر »أقمار صناعية« ولا أحد تساءل: هل يوجد في الجزائر من يفصل بين العروبة والإسلام؟
*
لو كان وراء هذا التنظيم فكر جزائري أصيل لسمّيت »قاعدة الجهاديين في المغرب العربي الإسلامي«. المؤكد أن الحملة التي تقوم بها الجزائر على تحديد أسماء أصحاب الهواتف النقالة، والتضييق على الهواتف النقالة التي يستخدمها أبو مصعب عبد الودود في اتصالاته، تشبه اليومية بمراسلي الفضائيات والوكالات الدولية، وتراجع »العمل الإجرامي«، جعل »نيويورك تايمز« تفتح صفحاتها له.
*
ربما لا يعرف القارئ أن أجهزة الهواتف مراقبة أمريكيا، وأن الساتل يلتقظ ألفاظ »الجهاد« بقوة خارقة ويقوم بتحديد أمكنتها. لكن الذي يعرفه القارئ أن مضمون الحوار، حسب ما نقلته الصحافة الجزائرية، يتناقض مع المصلحة الأمريكية، ويعطي معلومات خاطئة، ومن يقرأ تاريخ الجريمة في الجزائر بعد توقيف المسار الانتخابي في 11 جانفي 1992 لغاية اليوم، أن الأمريكيين والألمان غير مستهدفين في الجزائر، وأن التسويق (الخطاب الجهادي في الجزائر) يأتي عبر الإنذارات التي توجهها السفارة الأمريكية لرعاياها مع تحديد مواقع احتمال وقوعها، ولا داعي للتذكير بالتخويف من الاقتراب من مقر الإذاعة والتلفزة ومقر البريد المركزي هذا العام. لماذا تقوم الإدارة الأمريكية بدور الراعي ل»تخويف المواطن« الجزائري، وهي التي تدير بترول الجزائر؟ أوَليس السبب هو رفض الجزائر »خوصصة سوناطراك«؟.
*
*
الوكالات الدولية تلتحق بالحرب الأمريكية على الجزائر؟
*
لا يختلف إثنان في أن الصراع بين أمريكا وفرنسا على احتواء الجزائر وصل إلى التنافس من أجل إشاعة جو الإرهاب، فوكالة فرانس براس الفرنسية رفعت عدد القتلى في الانفجار الذي أدى إلى مقتل فرنسي وسائقه إلى 13 قتيلا، بالرغم من أن الرقم الرسمي هو قتيلان.
*
والمفارقة هي دخول وكالة الأنباء البريطانية إلى جانب الفرنسيين في افتعال »خبر كاذب« بوجود تفجير في »البويرة« خلف 20 قتيلا، بالرغم من أن قاعدة المدرسة الإنجلوسكسونية في الأخبار أن يكون لها مصدر، مصدر مستقل وآخر حكومي. فهل تراجعت الحرفية الإعلامية لدى الإنجليز؟
*
بعض المحللين يرون أن هناك جهات أرادت توريط »وكالة رويترز« في الكذب، لأنها تبث إعلانات في الجزيرة، وهي بالتالي تريد استهداف الجزيرة، لكن الجزيرة »كذبت الخبر«، ولم تسقط في لعبة الصراع.
*
*
وداعا أيتها الجامعة العربية
*
في ظل هذا الصراع بين أمريكا وفرنسا في الجزائر، يبقى الانسجام التام بين الدولتين قائما فيما يتعلق بإسرائيل، فها هي فرنسا تحضر نفسها لعرس مصافحة جماعية عربية لرئيس حكومة الكيان الصهيوني، والتنافس بين فئة المطبعين السابقين والمطبعين المحتملين تكاد تصل إلى حد التراشق ب(الاتهامات) في عدد من الصحف. والمفارقة أن الجامعة العربية، التي عجزت عن احتواء أزمات أعضائها بدءاً من أزمة الصومال وانتهاء بأزمة دارفور، هاهي تلتزم الصمت إزاء مرحلة من أخطر مراحل تفكك الجامعة العربية، لأن ميلاد الاتحاد من أجل المتوسطي الذي ربما تكون مصر مرشحة لاحتضان مقره، يعطي مبررا لانسحاب الدول التي تمول الجامعة دون فائدة، وربما يسمح لإسرائيل بأن تطالب بالالتحاق بها. يبدو لي أن المشروع الأمريكي الصهيوني الساركوزي هو »التفرع« للاعتداء على إيران، وقصة الاعتراف بدولة فلسطينية افتراضية، و»عودة وهمية للجولان«، وتحقيق مطالب حزب الله، هي مجرد سيناريو لعزل إيران عن محيطها العربي، خاصة بعد إعلان عدد من الدول العربية إعادة سفرائها إلى العراق.
*
ما أنا مقتنع به أن العدوان على إيران سيحرر الشعوب العربية من حكامها، لأنه يعيد إلى المقاومة سندها الشعبي، وستتحقق مقولة الرئيس الإيراني نهاية »الدولة العبرية« وميلاد الدولة الإسلامية.
 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة