اللغة الإعلامية
استخدم مصطلح اللغة الإعلامية في القنوات التلفازية مع تطورالبث الرقمي انتشارا لفضائيات ،فمن المعلوم ان اللغة الاعلامية المستخدمة في الفضائيات هي شكل من اشكال اللغة المستخدمة في الصحافة( لغة الصحافة او لغة الادب العاجل)مع تغيرات طفيفة ادخل عليها لتتلائم مع الأجواء المحدد للغة في الفضائيات ومخاطبة الجمهور ضمن وقت محدد واسلوب معين هناك علاقة الوثيقة بين الاعلام (بمعناه الجماهيري وهو تزويد الجماهير بالاخبار والمعلومات والآراء بهدف التأثير فيه من خلال استخدام وسائله الاعلامية التكنولوجية المختلفة لتنفيذ عملية الاتصال )، واللغة بمعنى انها نسق من الاشارات موجود في أي مجتمع وأن كل كلمة تقوم مقام رمز فأن الكلمات اصلآ ليست رموزآ اصطلاحية مجردة وانما هي تراكيب لغوية تهدف الى نقل المعانى وأن مدلولها الرمزي ، يتغير في سياق الكلام في كل مرة تستعمل فيها فتعطي دلالة ونكهة خاصة تختلف عن سياقتها وعندما يتعلق الامر بالتعبير الاعلامي وبنقل المعلومات.
مفهوم اللغة الاعلامية :-
يشير مصطلح اللغة الاعلامية الى تلك اللغة المستخدمة في وسائل الاعلام (الصحافة ، الاذاعة، التلفاز(الفضائيات) وقد ارتبط ظهور وتطور هذا المصطلح مع وجود تطور وسائل الاعلام لذلك يمكن أن نميز ثلاثة مستويات من اللغة الاعلامية بحسب وسائل الاعلام التي تستخدمها في التواصل مع الجمهور ، وهذه المستويات هي :
1- اللغة الاعلامية المستخدمة في الصحافة (لغة الصحافة ).
2- اللغة الاعلامية المستخدمة في الاذاعة (لغة الاذاعة).
3- اللغة الاعلامية المستخدمة في التلفاز(القنوات الفضائية )(لغة الفضائيات ).
يمكن تعريف اللغة الاعلامية بأنها الاداة التي يقوم الاعلاميون من خلالها بتحويل المعلومات والافكار الى مادة مقروءة او مسموعة او مرئية يمكن تلقيها وفهم و استيعاب ما تحمله من مضامين توضع في اشكال فنية معينة (1 )
الاعلام و اللغة _
الاعلام اصطلاحآ هو تزويد الناس بالاخبار والمعلومات والحقائق والأراء التي تساعد على تكوين رأي صائب في حدث اوواقعة اومشكلة من المشكلات بحيث يعد هذا الرأي ممثلأ موضوعيآ عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم . اما اللغة فهي عند ارسطو نظام لفظي محدد نشأ نتيجة اتفاق بين افراد المجموعة البشرية في مكان ما و هي رمز للفكر و غاية اللغة عند ارسطو هي تحقيق الصلات بين الانسان و الانسان او معرفة الانسان للاشياء و قد تستخدم كذلك للترفه و المتعة في ناحية خاصة من نواحي النشاط الانساني . ، اوأنها اصوات يعبر بها كل قوم عن اغراضهم ،كما يرى ابن جني ، في حين
يرى فندريزان اللغة فعل اجتماعي من حيث انها استجابة لحاجة الاتصال بين بني الانسان . لا فرق ان تكون الحاجة عامة لتمشية امور الناس في حياتهم المختلفة او خاصة للتعبير عن الافكار التي تجول في ذهن الفرد .(2)
و كلا هاتين الحاجتين يحتاجهما رجل الاعلام و علم الاعلام بشكل خاص الذي يسعى لتحقيق وضائفه الاساسية في الاخبار و الاعلام , التفسير و الشرح , التوجيه و الارشاد , التسلية و الامتاع , الترويج و الاعلان , التعلم او التنشئة الاجتماعية و هذه كلها امور تجول في خاطر رجل الاعلام و مهمته التعبير عنها بنفسه لتوصيلها الى اذهان الجماهير يبدآن تعريف الاجتماعيين للغة تعريف يتناسب و ما يريده الاعلاميون من اللغة الاعلامية او الاتصال بالجماهير بوجه خاص .
هناك سؤال ينبغي الاجابة عليه وهو:هل لغتنا الاعلامية لغة علمية او ادبية ؟وجوابآ على هذا السؤال هو أن النقاد العرب قد عرفوا النثر بأنه الكلام المرسل من قيود الوزن والقافية وقسموه على ثلاثة اقسام ثم اضافوا اليه قسمآ رابعآ وهذه الاقسام هي :-
1- النشر العادي :- وهو الذي يستخدمه عامة الناس في لغة تخاطبهم دون أن يحفلوا به ، او يقصدوا فيه الى شيء من الروية او التفكير او الزخرف وانما يرسلونه مباشرة لمجرد التعبير عن حاجاتهم المختلفة .
2- النشر العلمي :- وهو الذي تصاغ به الحقائق العلمية لمجرد ابرازها والتعبير عنها دون عناية بالناحية الفنية.
3- النشر الفني :- وهو الذي يرتفع به اصحابه عن لغة الحديث العادي ولغة العلم الجافة ، الى لغة فيها فن ومهارة وروية ، ويوفرون له ضروبآ من التنسيق ، والتعميق ، والزخرف ، فيختارون الفاظه وينسقون جمله ومعانيه.
4- النشر العملي (الصحفي ):- وقالوا أن هذا النوع من النشر يقف في منتصف الطريق بين لغة الادب (النشر الفني ) ولغة التخاطب اليومي (النشر العادي ) له من النشر العادي الفته وسهولته الشعبية وله من الادب حظه من التفكير وعذوبة التعبير.(3) .
واذا اردنا ان نسأل ماهو الفرق بين لغة الاعلام ولغة الادب ؟
الجواب لهذا السؤال ينبغي لنا أن نفرق بين الاعلام و الادب فالاعلام مهنه لها
لغتها الخاصة واساليبها ورجل الاعلام له اسلوبه بمعنى أن اسلوبه عملي ، علمي ، لابمعنى العلم ، وانما بمعنى أن اسلوبه مقابل للاسلوب الادبي ، الفاظه ليست مقصودة لذاتها فهي بعيدة عن الدلالات المجازية وهي مرتبة بمنطق علمي سليم ودقيق وموضوعي تنقل الحقائق لا التجارب الذاتية ، وبأبسط الاساليب اللغوية الميسرة والمعبرة .اما الادب فهو فن ولغته ذاتية تعتمد التصوير والايحاء واللغة الموسيقية واستخدام المجازات والبديع والاطناب والمحسنات اللغوية وهو يستهدف تكوين الفرد المعنوي للتأشير فيه من خلال التأمل ،والفارق بينها كبير فالاعلام اداته الكلمة وهي وسيلة لنقل الخبر الذي هو صلب العمل الاعلامي ويأتي بعدها الصورة والرسم الكاريكاتيري ، فالكلمة لا تطلب لذاتها .اما الادب فأداته الكلمة وهي تطلب في ذاتها لأنها جوهر التعبير ونبضه وأن فقدها انهار ، والاعلام مهنه والادب فن والفرق بين المهنه والفن هو الفرق بين الاعلامي والاديب_ (4).
لغة الاعلام والانحياز .
ويؤكد د.هادي نعمان الهيتي بأن اللغة الاعلامية هي نظام من الرموز المرئية والمسموعة اللفظية وغير اللفظية التي تستخدم في اعداد الوسائل الاتصالية الموجهه الى الآخرين بقصد استحظارهم المعاني . ومن خلال ذلك نستنتج أن اللغة الاعلامية هي (الاداة التي يستخدمها الاعلاميين لتحويل الرموز ، المعلومات ،الأراء و الافكار الى مادة يمكن تلقيها من قبل الجمهور المستهدف و فهم ما تحمله من مضامين موجهة ومخطط لهامسبقأ
اما الانحيازفهو انحراف قصدي في الاخبار يقصده المراسل او المحرر بما يتناسب مع ميوله او فد شخص او حدث او مؤسسة او موضوع معين .
وتتحدد معايير الانحياز بما يلي :-
1- اختيار حدث معين واهمال الآخر،وهو اسلوب مسؤول عنه اساسآ المحرر المسؤول الذي يكلف المراسلين بمهماتهم
2- الانحياز عن طريق المصدر رأيت الصحف على أن تقبل وجهة النظر الرسمية وتفضلها على وجهات النظر الاخرى.
3- ترتيب التفاصيل واختيارها :-قد يهمل الكاتب تفصيلات معينة ويميز تفصيلات اخرى وبذلك يسلط الاضواء على جوانب معينة من الموضوع دون سواها .
4- شحن المفردات :-يعمد الكاتب الصحفي الى شحن مفرداتهم عاطفآ بقصد الاثارة والصحفي هنا يقع في شرك الانحياز والذاتية .
5- الانحياز الواعي :-ويحدث عند رفض احد طرفي القضية او النزاع .
6- الاستنتاج والحكم:- يستخلص الاعلامي في كثير من الحالات تقاريره من المصادر الرسمية دون أن يذهب الى مواضع الحدث بنفسه.
ويستطيع الاعلامي في أي وسيلة اتصالية بأختياره مفردات معينة وكلمات وجمل يمكن أن يوظفها في القيام بعملية الاشارة والتحريض او منعها ،ومن هذه الالفاظ ذات الاستخدام المترادف ،هفوه، غلطة /حوادث شغب ، مظاهرات / اسلامي ، مسلم /مذبحة ، حوادث قتل /تجار الحرب ، الصقور /هزيمة ، نكسة /شاعة ، همس /الاخطاء ،السلبيات /عصيان ، اعتصام/ المعارضة ، الرأي الآخر/ الجرائم ، التجاوزات /الدين ، القيم الروحية /زيادة الاسعار ، تحريك الاسعار/المقبوض عليهم ،المتحفظ عليهم/خفض الاستهلاك ، ترشيد الاستهلاك/الدول الغربية او الدول الديمقراطية او المتقدمة ،الدول المتخلفة الدول النامية /الجاسوس ،شخص غير مرغوب فيه /حرب الخليج ،ازمة الخليج /غارات جوية ،طلعات جوية/النظام ، الدولة /المتدينون ،المتشددون الاصولي او السلفي/او المتطرفون /رقابة المطبوعات ، فحص المطبوعات /قيود،ارشادات / جدل ، حوار /تراجع ، انسحاب /وصف الابادة الجماعية ، التطهير العرقي لمسلمي البوسنة والهرسك /غزو لبنان عام1982 ، سلام الجليل /مقاتلو الشيشان ، الارهابيون /جيش تحرير كوسوفا ، الانفصاليون /المتحفظ عليهم المقبوض عليهم/ احتواء ، السيطرة اوالغلبة لحل الازمة / قال، ابلغ، اعلن ،ادعى، هدد، اتهم ، يبدو أن الحروب بين الفظائيات العربية والغربية بدأت تأخذ منعطفآ لصالح القنوات العربية خاصتآ قناتا العربية والجزيرة اذ يرى واضحآ التسابق بين هذه القنوات (العربية والغربية)في الدخول الى البيت العربي ومحاولة الاستحواذ عليه .(5)
لغة الاعلام الرمزية :-
وهي استخدام الكلمات الرمزية او مفردات والتعبيرات الدارجة والعامية – لغة موحية من المراسلين المحترفين حيث يقومون بنقل الحروب والنزاعات الدولية واحداث البلدان التي تطبق رقابة صارمة على التقارير الاعلامية (الصحفية خاصة) حيث وضعو ا تقاليد بسيطة لنقل الاحداث الساخنة في دول العالم الثالث والدول التي تتمسك بنظام صحفي ينظم عمل المراسلين الاجانب ويجعله تحت رقابة صارمة .
لذلك فأن تقارير هؤلاء المراسلين توصف بأنها :
1- تقرير مثير وتحريضي .
2- تقرير مثير للشكوك.
3- تقرير منحاز.
4- تقرير مجروح بالدولة .
5- تقرير مشهور.
ونصيحة الصحفي والمراسل المحترف (مورت روز تيلوم) في كتابه " انقلابات وزلزال " :-
حيث يقول :- عندما يدرك الصحفي والمراسل الوقت فأنه يقدم الرشوة ويخادع ، يكذب ، يصرخ ، ويخالف مع اقرب شيطان دونما لحظة واحدة من التردد. (6)
المصادر:-
1. ا.د خليل ، محمود ، انتاج اللغة في النصوص الاعلامية، الدار العربية للنشر والتوزيع ، ط1 2009 ، ص20.
2. ا.د البكاء ، محمد عبد المطلب ، لغة الاعلام بين الفصحى والعامية ، جامعة بغداد ، كلية الاعلام ، مجلةالباحث الاعلامي ، العدد الاول 2005، ص175.
3. د. البكاء ، محمد عبد المطلب ، لغة الاعلام دراسة نظرية ـ تطبيقية ، الموسوعة الصغيرة ، العدد 67 3 ، ط الاول 1990 ، ص20 .
4. د.جميل شلش ، محمد، اللغة وسائل الاعلام الجماهيرية ، الموسوعة الصغيرة ، العدد 260، ط الاول 1986 ، ص33.
5. للمزيد ينظر: د. محمد ، هيام ، اللغة الاعلامية ، بحث غير منشور، ص57.
6. د. محمد ، هيام، المصدر السابق ص61.
الصحافي رافد عجيل فليح
إرسال تعليق